علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

علم الحديث عند الزيدية:

صفحة 17 - الجزء 1

  (لم أخرج أَشِراً ولا بَطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)⁣(⁣١).

  وقال الثاني: (والله لوددت أن يدي ملصقة بالثريا، ثم أقع منها حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة، ويصلح الله بذلك أمر أمة محمد)⁣(⁣٢)، إنهم أخذوا على عواتقهم مهمة تصحيح السنة النبوية، وإصلاح أمر الأمة المحمدية، (وإن تباهي أهل دين بشهدائهم، فإنه يحق للمسلمين أن يتباهوا بشهداء الزيدية⁣(⁣٣).

  ويعتبر الإمام زيد بن علي #(⁣٤) المتوفى سنة ١٢٢ هـ أول من جمع كتاب حديثي في مواضيع الفقه، وهو المعروف اليوم باسم (مسند الإمام زيد)، وأكد في كثير من رسائله على ضرورة الالتزام بضوابط قبول الحديث ومن أهمها مقارنتها بنصوص الكتاب العزيز.

  قال # لبعض أصحابه حين سأله عن الأحاديث المختلف فيها: (اعلم يرحمك الله أنه ما ذهب نبي قط من بين أمته، إلا وقد أثبت الله حججه عليهم، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، فما كان من بدعة وضلالة فإنما هو من الحدث الذي كان من بعده، وأنه كذب على الأنبياء À وسلامه، وقد قال رسول الله ÷: (اعرضوا الحديث إذا سمعتموه على القرآن، فما كان من القرآن فهو عني وأنا قلته، وما لم يكن


(١) عاشوراء: ١١١.

(٢) رسائل الإمام زيد: خ.

(٣) الزيدية: د/ صبحي: ص ١٠٠.

(٤) ستأتي ترجمته.