علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الأول الإسناد وأهميته ولطائفه

صفحة 152 - الجزء 1

  بما لا طريق إليه ولا سبيل لهم عليه، أو حثهم ذلك الحث البليغ، على أخذ علمهم عن سلفهم، والحال أنه يقل وجوده، كما زعم صاحب التنقيح وجنوده⁣(⁣١)، بل ليس عنده في الأحكام إلا حديث واحد، فأنت أيها المطلع موكول في مثل هذا الي علمك، وفهمك، ودينك، ومنها - أي ومن الأدلة على تسلسل سنده - أنه معتمد في الأغلب بل لا يشذ عن ذلك ما تفرد في المذهب على الإسناد، والإستثناء فيه بلفظ حدثني أبي عن أبيه، وأبوه الحافظ، وجده هو نجم آل الرسول ÷، يكون نجم أهل بيت النبوة، وكذا من بعده من آبائه لم يأخذ كل واحد منهم عن أبيه إلا حديثاً أو حديثين يرويه، وفي مذهبه يقتفيه، مع أن كل منهم أدرك أباه، وهذبه ورباه، ومن معين العلوم سقاه، كلا لعمرك إن هذا مما لاتقبله ولا ترتضيه)⁣(⁣٢).

  وقال الإمام القاسم بن محمد في كتاب كتبه إلى بعض البلدان: (فنحن أصلحكم الله عترة نبيكم وأهل بيته، أخذنا العلم عن سلفنا من آبائنا الكرام فهذا زيد بن علي يروي مذهبه عن أبيه عن جده، ونحن نحفظ مذهبه بسند متصل به، وهذا صنوه الباقر محمد بن علي أخذ العلم عن أبيه عن جده ونحن نحفظ مذهبه بسند صحيح من طريق الإمام علي بن موسي الرضا عن أبيه عن جده، وهذا الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية يروي مذهبه عن أبيه عن جده، ونحن نحفظه بسند صحيح، وهذا الأمام القاسم بن إبراهيم الرسي يروي مذهبه عن أبيه عن جده، ونحن نحفظ مذهبه بسند متصل إلى النبي ÷، وهذا الإمام الهادي إلى الحق يروي مذهبه عن


(١) صاحب التنقيح هوالسيد محمد إبراهيم الوزير وجنوده ابن الأمير ومن تابعه.

(٢) لوامع الأنوار ١٢٤/ ٢ - ١٢٨.