علم الحديث عند الزيدية:
  على القرآن فليس عيني ولم أقله، وأنا بريء منه)(١).
  وكانت السيدة المحدثة نفيسة(٢) بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي $ المتوفاة سنة ٢٠٨ هـ، راوية، محدثة من خيرة المحدثين في عصرها، وكان يجلس في حلقتها مشاهير المحدثين، وممن أخذ عنها الإمام الشافعي(٣) |. وهكذا استمر العطاء الحديثي عند الزيدية حتى القرن الثاني الهجري.
  وفي أوائل القرن الثالث الهجري اشتهر الإمام القاسم بن إبراهيم(٤) #، المتوفى سنة ٢٤٦ هـ، والإمام أحمد بن عيسى بن زيد #، المتوفى سنة ٢٤٧ هـ، والإمام الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد #، المتوفى سنة ٢٦٠، والمحدث محمد بن منصور المرادي ¥
(١) الرسالة المدنية - خ - وسيأتي الكلام عن حديث العرض مفصلاً.
(٢) نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي $ محدثة عالمة، مشهورة بالفضل والزهد والعبادة، قرأ عليها كثير من المحدثين والعلماء، ومنهم: الإمام الشافعي رضوان الله عليه، وهي التي عناها الإمام الهادي بقوله: (وفي ذلك ما حدثني أبي عن أبيه أنه قال: قرأت مصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ¥ عند عجوز مسنة من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ... إلى قوله: فقرأته فإذا هو هذا القرآن الذي في أيدي في حرفاً حرفاً لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً)، [المجموعة الفاخرة: ٥٤٩]. ولما توفي الشافعي طلب الناس منها أن تصلي عليه، فأمرت بأن يدخل إلى محرابها، وصلت عليه، ولما توفيت سنة ٢٠٨ هـ تشفع أهل مصر لدى زوجها بأن تلفن لديهم، فدفنت في محرابها ومشهدها بمصر مشهور مزور، معروف بمشهد السيدة نفيسة. (ابن خلكان في وفيات الأعيان: ٢١٠/ ٣، والشذرات: ٢١/ ٢، حسن المحاضرة: ١١٨/ ١، والنظم التعليمية عند المحدثين: ١٤٣، تاريخ التربية الإسلامية: ٣٢٨ - ٣٢٩).
(٣) سيأتي ترجمته.
(٤) سيأتي ترجمته وترجمة من ذكر بعده.