الفصل الثاني الجرح والتعديل
  {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧}[البينة: ٧]، قال رسول الله ÷ (مخاطباً الإمام علي: (هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين، يأتي عدوك غضاباً مقحمين، قال من عدوي؟ قال: من تبرأ منك ولعنك)(١).
  كما أن الرسول ÷ لفت أنظار المسلمين في مواقع كثيرة إلى أهمية الإمام علي #، ليكونوا معه، وفي أجوائه حين يقع مايقع، وإلا ماذا يعني بقوله ÷ (رحم الله علياً اللهم أدر الحق معه حيث دار)(٢).
(١) الصواعق المحرقة: ٩٦، وقد حاول ابن حجر أن يفلسف هذه الرواية ويخنقها بنزهاته، المعهودة حيث قال: وشيعته هم أهل السنة ولاتتوهم الرافضة والشيعة قبحهم الله!) الصواعق ١٥٣ - ١٥٥
ونقول كما قيل: -
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ... وينكر الفم طعم الماء من سقم
ونسأل إذا كان الشيعة الذين هم أتباعه أعداءه؟ فمن شيعته؟ أهم الذين قاتلوه؟! ووقفوا إلى جانب الحكم الأموي الجائر؟ ام الذين حاولوا بكل الوسائل تبرير ماعمله الأمويون؟ أم الذين حافظوا على تراث أعداءه ودافعوا عنه؟
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
ثم لماذا تحاول ابن حجر في هذه الرواية التي لا يستطيع إنكارها، ويتعصى عليه تكذيبها، أن يحولها إلى من يسمون أنفسهم أهل السنة؟ ونجد أنه في مواضع أخرى يذم الشيعة ويجرحهم وفي هذه المرة يقول: إن الشيعة هم أهل السنة قاصداً بتلك التمويه؟ فالله المستعان!.
(٢) رواه الحاكم في المستدرك: ١٢٤/ ٣، والترمذي: ٢٩٧/ ٥، وصاحب جامع الأصول: ٤٢٠/ ٩، وهو مما اعتمده الأئمة الأعلام من آل البيت $.