تأثير الدولتين الأموية والعباسية على المحدثين:
  (من كنت مولاه فعلي مولاه)(١).
  ولما جاء الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز |، أمر بإزالة تلك البدعة وأبدلها بالآية الكريمة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٩٠}[النحل: ٩٠].
  وكانت تلك العادة السيئة قد تمكنت، وأصبحت سنة في نظر الأمويين وأتباعهم، ولذلك عندما خطب عمر بن عبدالعزيز أول جمعة وانتهى إلى موضع اللعن، وقرأ مكانه الآية السابقة. قام إليه عمرو بن شعيب بن محمد بن عمرو بن العاص فقال له: السنة السنة يا أمير المؤمنين، يحرضه على لعن الإمام علي # فقال له عمر: اسكت قبحك الله فتلك البدعة البدعة، ومضى في خطبته(٢).
تأثير الدولتين الأموية والعباسية على المحدثين:
  وقد تأثر المحدثون من سياسة الدولتين الأموية والعباسية ضد الشيعة، ولذلك هرعوا إلى محاصرة الشيعة من جانب آخر وهو جانب الرواية، فإذا ورد عن أهل البيت أو شيعتهم حديث ضعفوه بمجرد وروده عنهم، وجعلوا التشيع المحمود المأمور به قدحاً في العدالة، وضعفاً في الرواية، مع أن العدالة لا تكمل إلا به ولتأكيد معرفة رأي المحدثين نورد نصين حول الشيعة والتشيع: الأول للذهبي، والثاني لابن حجر.
(١) سنن ابن ماجه - تحقيق الألباني: ٢٦/ ١، قال الألباني: «حديث صحيح».
(٢) أمالي المرشد بالله الخميسية: ١٥٣/ ١.