علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني الجرح والتعديل

صفحة 179 - الجزء 1

  النص الثاني:

  لابن حجر قال: (والتشيع محبة علي، وتقديمه على الصحابة، فمن قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه، ويطلق عليه رافضي وإلا فشيعي. فإن انضاف إلى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغال في الرفض، وإن اعتقد الرجعة في الدنيا، فأشد في الغلو)⁣(⁣١).

  ومن خلال هذين النصين نفهم الآتي:

  أولاً: أن المحدثين يضعون التشيع عموماً في باب الإبتداع ويجرحون به، وهذا نوع من المجازفة والتحكم بلا دليل، أو بينة.

  بينات أبناؤها أدعياءُ ... والدَّعاوي مالم تُقيموا عليها

  بل إن الأدلة والبراهين تؤكد ضرورة موالاة المؤمنين فما بالنا بأمير المؤمنين الذي ميَّز الله بحبه بين الإيمان والنفاق فجعل حبه إيماناً، وبغضه نفاقاً.

  كما إن المحدثين أنفسهم سيقعون في إشكال على كلامهم هذا لأنهم إن كانوا يحبون علياً # وهذا ما نظنه فيهم لزمهم مالزم الشيعة من وصمة التشيع لأن السلامة من التشيع كما هو واضح من كلام ابن حجر عدم محبة علي #.

  وإن كانوا يبغضونه لزمهم النصب والنفاق كما قال الرسول ÷ لعلي (لايحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)⁣(⁣٢).


(١) هدي الساري مقدمة فتح الباري: ١٧٩/ ٢.

(٢) تقدم تخريجه.