علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني الجرح والتعديل

صفحة 180 - الجزء 1

  والمنافق لا تقبل روايته بالإتفاق وبالرغم من ميل ابن الأمير الصنعاني⁣(⁣١) إليهم إلا أنه استنكر هذه القاعدة وعلق على الذهبي في حملة التشيع بلا غلو ولا تحرَّقَ من البدع فقال واصفاً هذا النوع من التشيع بأنه لابد أن يكون (صفة لازمة لكل مؤمن، وإلا فما تم إيمانه إذ منه موالاة المؤمنين، ولاسيما رأسُهم وسابقهم، فكيف يقول: فلو ذهب حديث هؤلاء - أي الموالين لعلي والمحبي له - وما الذي يذهبه بعد وصفه - أي الذهبي - لهم بالدين والصدق والورع؟! ليت شعري أيذهبه فعلهم لما وجب من موالاة رأس المؤمنين الذين لو أخلٌوا بواجب، وكان قادحاً فيهم؟!. ولله در كثير من التابعين وتابعيهم⁣(⁣٢) لقد أتوا بالواجب ودخلوا تحت قوله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٠}⁣[الحشر: ١٠]، وتحت قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١٠٠}⁣[التوبة: ١٠٠].

  ومن هاهنا يُعلم أن القول بأن مطلق التشيع بدعة ليس بصحيح)⁣(⁣٣)،


(١) السيد العلامة المجتهد محمد بن إسماعيل بن صلاح الحسيني الكحلاني ثم الصنعاني المعروف بالأمير أحد العلماء الأعلام ولد سنة (١٠٩٩) هـ. بمدينة كحلان. وله تراث علمي واسع ومؤلفات كثيرة منها توضيح الأفكار، منحة الغفار، حاشية كتاب ضوء النهار، سبل السلام، الروضة الندية، شرح منظومة التحفة العلوية وغيرها. توفي سنه (١١٨٢) هـ.

(٢) إشارة منه إلى كلام الذهبي السالف الذكر عندما قال (وهذا كثير في التابعين وتابعيهم).

(٣) ثمرات النظر - خ -