الفصل الثاني الجرح والتعديل
  وقال معترضاً على تحديد ابن حجر للشيعي: (فعلى هذا كل زيدي رافضي وكل مؤمن شيعي، فإنه يحبه - يعني علياً - كل مؤمن - إلى أن قال وصح أنه لا يخرج عن اسم الشيعي إلا من تجرد عن محبته، فحينئذ يخرج عندهم عن هذه الوصمة وهذا عجيب)(١).
  ثانيا: إن تقديم الإمام علي # على غيره من الصحابة يعتبر عند المحدثين من الغلو وقد صرح بذلك ابن حجر بأن قال: (من قدمه على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه، ويطلق عليه رافضي)(٢)، وهذا أيضاً نوع من المجازفة والمغالطة، والتحكم بلادليل أو برهان.
  لأن الغلو لا يتحقق إلا بإطلاق مالايحل إطلاقه في المحبوب المغلُو في حبه أو فعل مالايحل فعله أما الإمام علي # فقد ورد في حقه من الفضائل مالا نستطيع حصره حتى أن الذهبي نفسه قد صرح بذلك فقال بعد رواية حديث (لايحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) - ومناقب هذا الإمام جمة أفردتها في مجلدة وسميته بـ (فتح المطالب في مناقب علي ابن أبي طالب ¥)(٣)، وقال إمام الحنابلة أحمد بن حنبل: (لم ينقل لأحد من الصحابة مانُقل لعلي)(٤).
  ولا بأس بإيراد بعض فضائل هذا الإمام العظيم، ولو أن المقام ليس مقام سرد فضائل ولكن ليكون القارئ الحصيف على بينة من الأمر وليتبع الدليل المميز للحق من الباطل، فمما ورد في حقه من القرآن الكريم قوله تعالى:
(١) لوامع الأنوار: ١٩٤/ ١.
(٢) هدي الساري في مقدمة فتح الباري: ١٧٩/ ٢.
(٣) تذكرة الحفاظ: ١٠/ ١.
(٤) تذكرة الحفاظ: ١٠/ ١.