الفصل الثاني الجرح والتعديل
  والصواب ان بغض علي # لا يصدر من مؤمن أبداً لأنه ملازم للنفاق، وحبه لايتم من منافق أبداً لأنه ملازم للإيمان.
  فتقيد الشيخ بغض علي الدال على النفاق بأنه الذي يكون سببه نصرهُ للنبي ÷ خطأ وغفلة ظاهرة، لأنه يلزم منه الغاء كلام المعصوم بتخصيصه علياً بهذا، لأن البعض لأجل نصر النبي ÷ كفر بواح، سواء كان المبغض بسببه عليا أو غيره مسلماً أو كافراً، أو حيواناً، أو جماداً.
  ألا ترى لو أن مكلفاً أبغض مطعم بن عدي، أو أبا البحتري اللذين ماتا على الشرك لأحل سعيهما في نقض الصحيفة القاطعة، ووصلهما بذلك رحم النبي ÷ ومن بني هاشم ألا يكون ذلك المبغض كافراً لبغضه الكافر من هذه الجهة؟
  ولو أن آخر أبغض كلباً من أجل حراسته للنبي ÷، أو حماراً من أجل حمله إياه، أو الفار من أجل ستره له عن المشركين لكان كافراً بذلك اتفاقاً فما هي إذا فائدة تخصيص علي # بالذكر فيما يعم المسلم والكافر، والحيوان والجماد، فتقييد الشيخ الغاء وإهدار لكلام المعصوم، وإبطال له.
  والحق أن حب علي # مطلقاً علامة لرسوخ الإيمان في قلب المحب، وبغضه علامة وجود النفاق فيه خصوصية كما هي في أخيه النبي صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما.
  ويؤيد هذا قوله تعالى: {وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ}(١) [آل عمران: ٦١]،
(١) تقدم الكلام عنها سابقاً.