علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني الجرح والتعديل

صفحة 192 - الجزء 1

  وإذا انضم إلى البغض سب، أو تنقيص فأمره أشد، وصاحبه مارق محاد لله ولرسوله بدون شك فلا يغرنك ما تتابع فيه رجال بدون تحقيق وتمحيص.

  الأمر الثالث: قال الشيخ ابن حجر: (وذلك مايرجع إلى أمور الدنيا غالباً). كلامه هذا غير واضح، ولم يظهر لي ما أراد الشيخ بهذه العبارة لأنه إن أراد أن علياً ظلمهم في دنياهم فذلك قول لم يقله أحد يعتد به من قبل الشيخ ولا بعده. وإن أراد إن عليًّا كبحهم عن الظلم، وعن اتخاذ عباد الله خَوَلا، ومال الله دُوَلا، وعن قلبهم الدين ظهراً لبطن عاد إلى ما ذكرناه من أنه منفذ لأمر الله تعالى، وأمر نبيه ÷ فيجب حبه لذلك. ويكون بغضه بسبه من أقوى علامات النفاق والهلاك، وعدم التدين، كيف لا وقد جاء في علي: (من أحب عليًّا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض عليًّا فقد أبغضني، ومن أبغضي فقد أبغض الله).

  فهل يجوز أن يكون المبغضون المؤذون عليًّا الذين قال النبي ÷ ما أوردناه، وكثيراً مثله عدولاً ثقات، أمناء على دين الله تغلب فيهم العدالة والصدق والورع، ويعامل أعداؤهم المحبون عليًّا # أهل الحق بالتوهين والجرح؟.

  في فمي ماء وهل ينطق ... من في فمه ماء؟

  وأما ما قاله الشيخ: (بأن الخبر في حب علي، وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى أدعى أنه نبي، أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم) أقول هذه القضية لا تخص عليًّا وحده فمن أحب النبي ÷، واعتقد أنه إله ولا دخول لهذا فيما نحن بصدده، ومثل هؤلآء الغلاة في المشائخ والدراويش، ونحن لانمدح ولا نحب إلا من أمر الله بحبه كما أمر الله.