تبصرة المتقين بتناقض المحدثين:
  بالوضع أو طعن في بعض رواتها ولو ظلماً وزوراً قالوا أنه من أنصر أهل زمانه للسنة وأصلبهم فيها واغتفروا له ماصنع حتى وضعه الأحاديث(١).
  الدليل الرابع: تجد أنهم يتعمدون ترك الرواية عن أهل البيت الذين طهرهم الله تطهيراً، وعن شيعتهم بينما يسارعون في الرواية عن النواصب والفساق، والقتلة المجمع على جرحهم، ومن الأمثلة على ذلك:
  أولاً: نماذج ممن تكلموا فيهم وهم ثقات لمجرد أنهم من أهل البيت، أو من شيعتهم:
  ١ - جعفر الصادق بن محمد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين السبط، بن أمير المؤمنين $.
  قالوا فيه بر صادق، كبير الشأن، لم يحتج به البخاري(٢) قال علي بن المديني: (سُئل يحيى بن سعيد القطان عنه، فقال: في نفسي منه شيء، ومجالد أحب إليّ منه)(٣) وقال ابن سعد: (كان كثير الحديث، ولا يحتج به، ويستضعف)(٤).
  أقول: سبحان الله ابن رسول الله، ووارث علمه يستضعف، ولا يحتج به، كيف وهو الصادق الذي قال فيه مالك (اختلفت إليه زماناً ما كنت أراه إلا على ثلاثة خصال إما مصلّ، وإما صائم، وإما يقرأ القرآن، وما رأيته يحدث إلا على طهارة)(٥) وهو كالجبل لا يضره قول القائلين، ولا شماتة
(١) العتب الجميل: ٧٦ - ٧٧.
(٢) الميزان: ١٩٢/ ١، تقريب التهذيب: ١٣٢/ ١.
(٣) الميزان: ٨/ ٣ - ٩، تقريب التهذيب: ٢٢٩/ ٢.
(٤) تهذيب التهذيب: ١٠٤/ ٢.
(٥) تهذيب التهذيب: ١٠٥/ ٢.