علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني الجرح والتعديل

صفحة 203 - الجزء 1

  قال السيد العلامة محمد بن عقيل:

  وقد توهم بعض أخواننا أحسن الله إلينا وإليهم أن عدم رواية البخاري في صحيحه عن جعفر الصادق كانت اتفاقية، أو لعذر آخر، وغفلوا عما صرح به ابن تيمية الحراني في منهاجه من ارتياب البخاري في الصادق، ومن عرف أن البخاري قد روى عن جعفر الصادق في تاريخه، وعرف من هم الواسطة بين البخاري وجعفر لم يتعب نفسه في التمحلات، وإنا لله وإنا إليه راجعون)⁣(⁣١).

  وقال أيضاً: (أحتج الستة في صحاحهم بجعفر الصادق إلا البخاري فكأنه اغتر بما، بلغه عن ابن سعد، وابن عياش، وابن القطان في حقه على أنه احتج ببعض شياطين النواصب ومناقبهم، وهنا يتحير العاقل ولا يدري بماذا يعتذر


ياضربة من تقي ما أراد بها إني ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

إني لأذكره يوماً فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا

وقد أجيب عليه بعدة قصائد ومنها ماقاله بكر بن حماد:

بل ضربة من غوي أورثته لظى كأنه لم ... مخلداً قد أتى الرحمن عصياناً

كأنه لم يرد قصداً بضربته ... إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

وقال الإسفرائيني مجيباً على عمران بن حطان:

كذبت ولم الذي حج الحجيج له ... وقد ركبت ضلالاً عنك بقمانا

لتلقين بها ناراً مؤججة ... يوم القيامة لازلفي ورضوانا

تبت يداه لقد خابت وقد خسرت ... وصار أبخس من في الخسر ميزانا

هذا جوابي لذاك النذل مرتجلاً ... أرجو بذاك من الرحمن غفرانا

(١) العتب الجميل: ٦١.