علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني الجرح والتعديل

صفحة 204 - الجزء 1

  عن البخاري |)⁣(⁣١).

  وقال الشيخ محمد أبو زهرة: (ومن الغريب أننا نجد بجوار هؤلاء من محدثي القرن الثالث من يتشكك في رواية الإمام الصادق عترة النبي ÷، ويتكلم في الثقة في حديثه: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ٥}⁣[الكهف: ٥].

  ولكنه التعصب المذهبي يُعمي ويصم، وليس في قول الغالين، ولا في قول المشككين ما يٌنقص من مقام الإمام الصادق الجليل، فلم يُنقص من مقام جده علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، كذب الكذابين عليه كما لم يضر عيسي بن مريم # إفتراء المفترين عليه، مابين منكر لرسالته، ومدع لألوهيته)⁣(⁣٢).

  وقال الذهبي معلقاً على كلام يحيى القطان: (هذه من زلقات يحيى القطان، بل أجمع أئمة الشأن على أن جعفر أوثق من مجالد، ولم يلتفتوا إلى قول يحيى)⁣(⁣٣).

  وقال السيد العلامة صارم الدين الوزير: (هذا القول مشعر بأن القطان كان من نواصب البصرة العثمانية، ولو وفق مولى تميم لم يغض من هذا الإمام العظيم، وإذا كان هذا كلام حافظ القوم في الصادق، فما ظنك بغيره وقد كنت قلت في ذلك شعراً:


(١) العتب الجميل: ٦١.

(٢) الإمام الصادق: ٣٩.

(٣) سير أعلام النبلاء: ٢٥٦/ ٦.