الفصل الثاني الجرح والتعديل
  ويلك قلت هذا؟ والله لقد لعن الله أباك على لسان نبيه وأنت في صلبه)(١). قال الذهبي عنه: (أموي الهوى).
  وأما ابن حجر فقال فيه: (مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، يقال له رؤية، فإن ثبتت فلا يعرَّج على من تكلم فيه)(٢).
  وقال عروة بن الزبير: كان مروان لايتهم في الحديث، وقد روى عنه إسماعيل بن سعد الساعدي الصحابي اعتماداً على صدقه، وإنما نقموا عليه أنه رمى طلحة يوم الجمل بسهم فقتله، ثم شهر السيف في طلب الخلافة حتى جرى ما جرى.
  فأما قتل طلحة فكان متأوَّلاً فيه، كما قرره الإسماعيلي وغيره، وأما مابعد ذلك فإنما حمل عنه سهل بن سعد، وعروة، وعلي بن الحسين، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، وهؤلآء أخرج البخاري أحاديثهم عنه في صحيحه
(١) سير أعلام النبلاء: ٤٧٨/ ٣، قال السيد العلامة محمد بن عقيل: (وأخرج ابن عساكر مرفوعاً فيه: (ويل لأمتي من هذا وولد هذا) قاله ÷ لما جاءوا به مولوداً ليحنكه، فلم يفعل ولا غرو فهو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون، كما في الحديث وقد صححه الحاكم، ورواه عن عبدالرحمن بن عوف قال: كان لايولد لأحد مولود إلا أتي به النبي ÷ فيدعوا له فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال عليه وآله الصلاة والسلام: (هو الوزغ بن الوزغ، الملعون بن الملعون)، ذكر هذا الآلوسي في (صادق الفجرين ¦، وذكر أن مروان كان من أشد الناس بغضاً لأهل البيت، فتعديل مروان تفريط واضح، ومما يحير منه العاقل المتدين رواية البخاري عن مروان وأشباهه، وترفعه عن الرواية عن وارث علوم النبي ÷ جعفر الصادق، ولله قول القائل:
وحيث تركنا أعالي الرؤوس ... نزلنا إلى أسفل الأرجل
انظر العتب الجميل: ١٠١.
(٢) هدي الساري: ١٦٤/ ٢.