الفصل الثالث عدالة الصحابة
  قال شيخنا العلامة مجدالدين المؤيدي: (ونقول لهم فيما يقعقون به، ويموهون على من لا نظر له، ولاروية عنده، في شأن الصحابة الذين أضاعوا حقوق الله، وحقوق رسوله، وحقوق الجامعين للصحابة والقرابة إن أردتم الصحبة اللغوية على الإطلاق، التي هي الملازمة للغير، فليست من أسماء المدح والتعظيم في شيء، وقد سمى الله تعالى بها الخارج عن دينه الكافر بربه، قال ø: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ٣٧}[الكهف: ٣٧]، وإن أردتم الصحبة الشرعية التي تقتضي التجليل، والتعظيم والتبجيل والتكريم المحمود أهلها في الكتاب الكريم، وسنة الرسول العظيم، فلا ولا كرامة لاتطلق إلا لمستحقيها، الثابتين على الدين القويم، اللازمين لهدي الرسول الأمين وصراطه المستقيم، الذين آمنوا به وعزروه ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، ولم يبدلوا ولم يغيروا، حتى أتى الله كل منهم بقلب سليم، ولاريب أن لصحابة سيد المرسلين صلوات عليهم وعلى الطاهرين من آلهم، منزلة عظمي ومرتبة كبرى، ولكن ذلك لمن خاف مقام ربه، ونهى النفس عن الهوى، ولم يستبدل الآخرة بالأولى {فَأَمَّا مَنْ طَغَى ٣٧ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ٣٨ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ٣٩}[النازعات: ٣٧ - ٣٩]، بل ذنبه أعظم، وجرمه أطم، لمشاهدته لأنوار النبوة، وكفرانه لعظيم ما أنعم الله به عليه. كما أخبر الله تعالى في نساء نبيه ÷ وعلى كل حال فكل فضيلة لاتتم إلا بالسلامة من موجبات سخط ذي الجلال، ومحبطات صالح الأعمال، وقد قرعت سمعك النصوص المعلومة على العموم والخصوص، وما بعد كلام الله أحكم الحاكمين، و كلام رسوله ÷ أصدق