علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثالث عدالة الصحابة

صفحة 244 - الجزء 1

  القائلين مقال.

  وقال والدنا الإمام الهادي إلى الحق المبين عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين $ في المعراج في سياق كلام أجاب به على صاحب البهجة العامري، وأن صحبة رسول الله ÷ شرف ورفعة، ولكن لم يثبت أنها تبيح المحرمات، ولاتكفر الذنوب الموبقات، بل العقل والنقل يقضيان بعكس ذلك، أما العقل فلا شك أن المناسب عنده، وفي حكمه أن جراءة الصحابي الذي صحب رسول الله ÷ دهراً طويلاً، وشاهد أنوار النبوة، وانفجار أنهار الحكمة، فأخذ دينه من غير واسطة أعظم موقعاً من جراءة غيره وأدل الشقاوة، وشدة التمرد، وعظيم العتوان، لم يشهد ذلك بالنفاق، وجميع مساوئ الأخلاق.

  وأما النقل: فقوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ٣٠}⁣[الأحزاب: ٣٠]، فأكد ماذكرناه، ودل على أن صحبتهن لرسول الله ÷، وهي أبلغ صحبة، وأخصها، وأعظمها لم تكن سبباً في التجاوز عنهن، بل في التغليظ عليهن، فكيف تكون صحبة معاوية مع نوع من النفاق، والتمرد العظيم، وأبلغ الشقاق سبباً في تجاوز ما كاد به الإسلام، وأحدثه من المصائب العظام، والحوادث الطوام؟ ثم ساق # أخبار الحوض وغيرها، وكلام أئمة الهدى على هذا المنهج، وقد أورد في الجزء الرابع من شرح النهج بحثاً نفسياً جواباً على ما توعوع به الحشوية في هذا المقام. ولقد قارب حد الإنصاف، والخروج عن التورط في دائرة الإنحراف والاعتساف، العلامة المحقق سعد الدين التفتازاني حيث قال في شرح المقاصد