علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثالث عدالة الصحابة

صفحة 245 - الجزء 1

  مانصه: (إن ماوقع من الصحابة من المشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ، والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والفساد، والحسد، والمدد، وطلب الملك والرياسة، والميل إلى اللذات والشهوات، وليس كل صحابي معصوماً، ولا كل من لقي النبي ÷ بالخير موسوماً، إلى قوله وأما ماجرى بعدهم من الظلم على أهل البيت $ فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء، ومن الشناعة بحيث لااشتباه على الآراء تكاد تشهد به الجماد والعجماء، وتبكي له الأرض والسماء، وتنهد منه الجبال، وتنشق منه الصخور، ويبقى سوء عمله علي كر الشهور، ومر الدهور، فلعنة الله على من باشر أو رضي أو سعي {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ١٢٧}⁣[طه: ١٢٧]. إلى آخر كلامه.

  نعم: وهكذا يعلم تعصبهم في أكثر طرائقهم، ومصطلحاتهم التي شرعوا لهم بها من الدين مالم يأذن به الله، وأنها دعاوي مجردة عن البرهان، مجانبة لمحكم القرآن، وسنة سيد ولد عدنان، وإنما تنفق على غلف القلوب صم الإسماع، عمي الأبصار، الذين يقلدون في دين الله الرجال، فيميلون بهم من يمين إلى شمال، فقد صاروا لعماء البصرة مقتادين لترهاتهم، وإن خالفت أحكام الضرورة)⁣(⁣١).

  ومن العجيب أن بعض من يتسمون بالسنة يشنون حملة ظالمة ضد أهل البيت وشيعتهم بسبب عدم قولهم بعدالة جميع الصحابة، بل ويرجمونهم بالغيب، ويقولون عنهم أنهم يسبوا صحابة رسول الله، وهذا نوع من


(١) لوامع الأنوار: ١٦٨/ ١ - ١٦٩.