علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

تمهيد عن كتابة الحديث:

صفحة 267 - الجزء 1

الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها

تمهيد عن كتابة الحديث:

  اختلف السلف من الصحابة والتابعين في كتابة الحديث، فكرهها بعضهم وأجازها البعض الآخر قال السيوطي: (اختلف السلف من الصحابة والتابعين في كتابة الحديث فكرهها طائفة، وأباحها طائفة، وفعلوها منهم علي وابنه الحسن)⁣(⁣١).

  وأكثر من تشدد في عدم كتابتها هو أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وكان قد جمع أبو بكر خمسمائة حديث، ثم أحرقها، قالت عائشة: (إن أبي جمع الحديث عن رسول الله ÷ وكان خمسمائة حديث فبات ليلة يتقلب كثيراً، فغمني، فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك، فلما أصبح قال: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك، فجئته بها فدعي بنار فحرقها)⁣(⁣٢).

  وروى البيهقي، وابن عبدالبر عن عروة أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله ÷، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يتخير الله شهراً، ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له فقال: إني أريد أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً


(١) مصادر الحديث عند الإمامية: ٩.

(٢) أصول الحديث للخطيب: ١٥٣.