تمهيد عن كتابة الحديث:
الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها
تمهيد عن كتابة الحديث:
  اختلف السلف من الصحابة والتابعين في كتابة الحديث، فكرهها بعضهم وأجازها البعض الآخر قال السيوطي: (اختلف السلف من الصحابة والتابعين في كتابة الحديث فكرهها طائفة، وأباحها طائفة، وفعلوها منهم علي وابنه الحسن)(١).
  وأكثر من تشدد في عدم كتابتها هو أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وكان قد جمع أبو بكر خمسمائة حديث، ثم أحرقها، قالت عائشة: (إن أبي جمع الحديث عن رسول الله ÷ وكان خمسمائة حديث فبات ليلة يتقلب كثيراً، فغمني، فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشيء بلغك، فلما أصبح قال: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك، فجئته بها فدعي بنار فحرقها)(٢).
  وروى البيهقي، وابن عبدالبر عن عروة أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله ÷، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يتخير الله شهراً، ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له فقال: إني أريد أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوماً كانوا قبلكم كتبوا كتباً
(١) مصادر الحديث عند الإمامية: ٩.
(٢) أصول الحديث للخطيب: ١٥٣.