علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

تمهيد عن كتابة الحديث:

صفحة 268 - الجزء 1

  فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا أشوب كتاب الله أبداً)⁣(⁣١)، وقد حرص عمر على ذلك أيضاً عند وفاة الرسول ÷، فقد روى البخاري عن ابن عباس أنه لما حُضر رسول الله (أي حضرته الوفاة) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي ÷: (هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده)⁣(⁣٢) فقال عمر: (إن النبي غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله) وفي رواية: (إن النبي يهجر)⁣(⁣٣).

  أما الإمام علي فقد ثبت أنه كتب صحيفة في أحكام الديات، وعندما سئل عن محتوى هذه الصحيفة قال: (العقل⁣(⁣٤)، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر)⁣(⁣٥).


(١) طبقات ابن سعد: ٣/ ١، انظر أضواء على السنة: ٤٧.

(٢) ومن العلوم من الرسول ÷ كان يقول: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردوا عليَّ الحوض)، تقدم تخريج هذا الحديث، وكان يكرره الرسول ÷ في أكثر من موقع حتى قبيل وفاته، واشتهر بحديث الثقلين قال الشيخ حسن السقاف: (وأما حديث: «تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وسنتي» الذي يردده الناس فيما بينهم، ويقوله الخطباء على المنابر فحديث موضوع مكذوب، وضعه الأمويون وأتباعهم، ليصرفوا الناس عن هذا الحديث الصحيح في العترة فانبته لذلك جداً! وقد ذكرت جميع طرقه، وبينت مافي أسانيده من الكذابين، والوضاعين في آخر كتابي (صحيح صفة صلاة النبي ÷ ص ٨٩، فارجع إن شئت التوسع.

انظر كتابه صحيح شرح العقيدة الطحاوية: ٦٥٤.

(٣) أضواء على السنة: ٥٥.

(٤) أي المعاقل والديات.

(٥) فتح الباري: ١٨٢/ ١، باب كتابة العلم.