علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها

صفحة 270 - الجزء 1

  لجابر بن عبدالله المتوفى سنة (٧٨) هـ. صحيفة أيضاً، وروي أنها في مناسك الحج، واشتملت على خطبة الوداع، وقد أوردها القاضي عبدالله بن أبي النجم الصعدي⁣(⁣٢) في درر الأحاديث النبوية.

  والواقع أنه لو دون الحديث الصحيح في عصر الصحابة بصورة أوسع، وبطرق صحيحة لما كثر الوضع على رسول الله ÷. وقد أدرك الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز المتوفي (١٠١) هـ كثرة الوضع على رسول الله ÷، وخاف من ضياع العلم فأمر بتدوين الحديث، ومع ذلك لم يسلم لأن الكذب على رسول الله قد طم، والوضع قد كثر.

  وأول كتاب دُون بسند صحيح هو مجموع⁣(⁣٣) الإمام زيد بن علي⁣(⁣١) المتوفى


(١) سنن الدارمي: ١٢٣/ ١.، ابن سعد ١٧٩/ ٦.

(٢) أبو محمد عبدالله بن محمد بن عبدالله بن حمزة بن أبي النجم المشهور بقاضي صعدة، نشأ بصعدة، وأخذ عن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، وعن القاضي العلامة المحقق جعفر بن أحمد بن عبدالسلام، وعن القاضي عطية بن أبي النجم - ويعتبر من علماء الزيدية في عهد الدولة المنصورية، وقد تولى القضاء بصعدة من قبل الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، ومن مؤلفاته:

كتاب الناسخ والمنسوخ، وجمع الاحاديث التي في الأحكام في كتاب سماه الدرر النبوية بالأسانيد اليحيوية، توفي سنة (٦٤٦) هـ، أورد حديث جابر في درر الأحاديث النبوية، وذكر فيه خطبة الوداع، وقد رواها عن شيخه عطية قراءة عليه، وعطية رواها عن والده، ووالده رواها بسنده إلى جعفر بن محمد بن علي $ عن أبيه، عن جابر بن عبدالله رحمة الله عليهم.

(٣) مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي @ من أصح كتب الحديث رتبه، وأقدمها تدويناً، كب بإسناد عالي، وقد أقسم شيخنا العلامة المجتهد مجدالدين المؤيدي قائلاً: (والله إن المجموع عندي أصح كتب أهل البيت، وأنه متلقي بالقبول عند آل محمد كما نقله الأئمة الأثبات، وإن أحاديثه مخرجة في كتب أهل البيت كأمالي الإمام أحمد بن عيسى، وأحكام الإمام الهادي إلى الحق، وشرح التجريد للإمام المؤيد بالله، والجامع الكافي، وسائر أمالياتهم ومؤلفاتهم