علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها

صفحة 290 - الجزء 1

  لهم ملكاً، ليختبرهم في اعتقاد صفات ربهم، فوقعوا في إشكال آخر للأمور التالية:

  أولاً: إن الكذب بغيض إلى الله، قبيح عنده فلم يكن الله ليأمر به: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٩٠}⁣[النحل: ٩٠].

  فكيف يأمر الله بالفحشاء والمنكر وهو ينهى عنهما؟ وإن أعظم الكذب وأفحشه أن يزعم عبد من عباد الله أنه هو الله، ولايمكن أن يقوم أحد الملائكة الذين هم أعرف الخلق بحقه بهذا العمل، ثم لماذا يقوم أحد الملائكة بهذه التمثيلية المزعجة وما فائدتها؟.

  ثانياً: إن الآخرة ليست دار اختبار، إنما دار جزاء (اليوم عمل ولا جزاء، وغداً جزاء ولاعمل).

  والجزاء هو بحسب ما كان عليه الناس في الدنيا من اعتقاد، أو عمل، لا بحسب مايكون منه في الآخرة.

  ثالثاً: ليس في نص الحديث مايثبت ذلك، لأن في نصوصه (أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها).

  ثم كيف عرفوا أنه الله؟ وكيف عرفوا الساق فيلزم أنهم قد رأوه في صورة سابقة.

  · أنهم يتعرفون إلى الله من خلال الساق: (فيكشف عن ساق)؟!

  فهنا أثبتوا لله ساقاً، وهو يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}⁣[الشورى: ١١].

  · كما إن في الحديث خداع الإنسان مع الله، مما يبعث ضحك الله وتعجبه،