الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها
  واستسلامه أمام خداع ابن آدم ومكره، فبعد أن يعطي الله العهود والمواثيق أن لايسأله مرة أخرى، ثم ينقض عهده مع الله فيضحك الله، فإليك بعض فصول هذه المسرحية: (ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، وهو آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، فيقول: يارب! اصرف وجهي عن النار، فإنه قد قَشَبني ريحُها، وأحرقني ذكاؤها، فيدعو الله ماشاء الله أن يدعوه، ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عَسَيْتَ إن فعلتُ ذلك بك أن تسأل غيره.
  فيقول: لا أسالك غيره، ويعطي ربه من عهود ومواثيق ماشاء الله، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل على الجنة وراءها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب، قدمني إلى باب الجنة، فيقول الله: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أُعطيت، ويلك يابن آدم ما أغدرك؟ فيقول: أي رب، يدعو الله حتى يقول: فهل عسيت أن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره.
  فيقول: لا وعزتك، فيعطي ربه ماشاء الله من عهود، ومواثيق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا قام على باب الجنة إنفهقت له الجنة، فرأى مافيها من الخير والسرور، فيسكت ماشاء الله، ثم يقول: أي ربِّ، أدخلني الجنة، فيقول الله تبارك وتعالى: أليس قد أعطيت عهدوك ومواثيقك أن لا تسأل غير ماأُعطيت؟ ويلك يابن آدم ما أغدرك. فيقول: أي ربِّ، لا اكون أشقي خلقك، فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه، فإذا ضحك منه قال ادخل الجنة)(١).
  تنبهوا أيها العقلاء في هذه الألفاظ التي تتنافى مع الله وعظمته، ولا تكونوا
(١) البخاري: (فتح/ ٢٤٩ - ٢٥٠، ومسلم: ١١٤/ ١ - ١١٧.