علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها

صفحة 291 - الجزء 1

  واستسلامه أمام خداع ابن آدم ومكره، فبعد أن يعطي الله العهود والمواثيق أن لايسأله مرة أخرى، ثم ينقض عهده مع الله فيضحك الله، فإليك بعض فصول هذه المسرحية: (ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، وهو آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، فيقول: يارب! اصرف وجهي عن النار، فإنه قد قَشَبني ريحُها، وأحرقني ذكاؤها، فيدعو الله ماشاء الله أن يدعوه، ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عَسَيْتَ إن فعلتُ ذلك بك أن تسأل غيره.

  فيقول: لا أسالك غيره، ويعطي ربه من عهود ومواثيق ماشاء الله، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل على الجنة وراءها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب، قدمني إلى باب الجنة، فيقول الله: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أُعطيت، ويلك يابن آدم ما أغدرك؟ فيقول: أي رب، يدعو الله حتى يقول: فهل عسيت أن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره.

  فيقول: لا وعزتك، فيعطي ربه ماشاء الله من عهود، ومواثيق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا قام على باب الجنة إنفهقت له الجنة، فرأى مافيها من الخير والسرور، فيسكت ماشاء الله، ثم يقول: أي ربِّ، أدخلني الجنة، فيقول الله تبارك وتعالى: أليس قد أعطيت عهدوك ومواثيقك أن لا تسأل غير ماأُعطيت؟ ويلك يابن آدم ما أغدرك. فيقول: أي ربِّ، لا اكون أشقي خلقك، فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه، فإذا ضحك منه قال ادخل الجنة)⁣(⁣١).

  تنبهوا أيها العقلاء في هذه الألفاظ التي تتنافى مع الله وعظمته، ولا تكونوا


(١) البخاري: (فتح/ ٢٤٩ - ٢٥٠، ومسلم: ١١٤/ ١ - ١١٧.