علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها

صفحة 293 - الجزء 1

  عبدالله بن جحش وولدت له، وهاجر بها وهما مسلمان إلى أرض الحبشة، ثم تنصر، وثبتت أم حبيبة على دينها، فبعث رسول الله ÷ إلى النجاشي يخطبها عليه، فزوجه إياها، وأصدقها عن رسول الله ÷ أربعة آلاف درهم، وذلك في سنة سبع من الهجرة، وجاء أبو سفيان في زمن الهدنة وهي التي كانت بين النبي ÷ وبين قريش في صلح الحديبية، فدخل عليها، فثنت بساط رسول الله ÷، حتى لايجلس عليه، ولا خلاف في أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح مكة سنة ثمان، ولا يُعْرف أن رسول الله ÷ أمَّر أبا سفيان)⁣(⁣١).

  فعلى هذا فقس وما هذا إلا قليل من كثير، ومما لاشك فيه أنا هنالك مجموعة من المحققين من مختلف المذاهب، قاموا بوضع الصحيحين وغيرهما في ميزانهما الصحيح، وجعلوهما خاضعين للدراسة، والنقد تارة في الإسناد، وتارة في المتن.

  قال الحافظ ابن حجر: (وقد انتقده - أي البخاري - الحفاظ في عشرة ومائة حديث، منها اثنان وثلاثون حديثاً، وافقه مسلم على تخريجه، وثمانية وسبعون حديثاً انفرد هو بتخريجه، وكذلك ضعف الحفاظ من رجال البخاري نحو ثمانين رجلاً، والذي انفرد مسلم بالإخراج لهم دون البخاري ستمائة وعشرون رجلاً، المتكلم بالضعف منهم مائة وستون رجلاً، والأحاديث التي انتقدت عليهما بلغت مائتي حديث وعشرة واختص البخاري


(١) دفع شبه التشبيه: ٥٣.