علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها

صفحة 294 - الجزء 1

  بأقل من ثمانين، وباقي ذلك يختص بمسلم)⁣(⁣١).

  وقال العلامة محمد رشيد رضا معلقاً على كلام الحافظ ابن حجر: (وإذا قرأت ماقاله الحافظ فيها، رأيتها كلها في صناعة الفن، ولكنك إذا قرأت الشرح نفسه، رأيت له في أحاديث كثيرة إشكالات في معانيها أو تعارضها مع غيرها، مع محاولة الجمع بين المختلفات وحل المشكلات، بما يرضيك بعضه دون بعض)⁣(⁣٢).

  وقال ابن همام: وقول من قال: أصح الأحاديث مافي الصحيحين، ثم ماانفرد به البخاري، ثم ما انفرد به مسلم، ثم مااشتمل على شرطهما، ثم ما اشتمل على شرط أحدهما، تحكم لايجوز التقليد فيه)⁣(⁣٢).

  وقال النووي: (قول مسلم ليس كل شيء صحيحاً عندي، وضعته هنا - أي في كتابه، وإنما وضعت هنا ما أجمعوا عليه، فمشكل فقد وضع فيه أحاديث كثيرة مختلفاً في صحتها لأنها من حديث من اختلفوا في صحة حديثه)⁣(⁣٤).

  وقال بعض الحفاظ: (إن مسلماً لما وضع كتابه الصحيح عرضه على أبي زرعة الرازي، فأنكر عليه وتغيظ وقال: سميته الصحيح فجعلته سُلَّماً لأهل البدع وغيرهم، فإذا روى لهم المخالف حديثاً، يقولون هذا ليس في صحيح مسلم)⁣(⁣٥).


(١) فتح الباري: ٨١/ ٢، انظر تأملات في الصحيحين: ٨٨.

(٢) أضواء على السنة: ٣٠٣ عن المنار: ٤١/ ٢٩.

(٣) أضواء على السنة: ٣١٢ عن توحيد النظر: ١٢٠، وشرح شروط الأئمة الخمسة: ٢٥.

(٤) أضواء على السنة: ٣٠٨.

(٥) أضواء على السنة: ٣٠٩.