علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها

صفحة 295 - الجزء 1

  وقد تكلم الحافظ محمد بن يحيى الذهلي على البخاري فقال: (ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محل محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مذهبه)⁣(⁣١).

  والبخاري رمى الذهلي بالكذب، ثم روى عنه ودلس، فكان يقول: محمد بن عبدالله ينسبه إلى جده. ومن الأشياء التي لوحظت على البخاري أنه يروي الحديث بالمعنى، روي الخطيب البغدادي عن البخاري قوله:

  (رب حديث سمعته بالبصرة كتبته بالشام، ورب حديث سمعته بالشام كتبته بمصر،! فقيل له: يا أباعبدالله بكماله؟ فسكت)⁣(⁣٢).

  وقال ابن حجر العسقلاني: (من نوادر ماوقع في البخاري أنه يخرج الحديث تاماً بإسناد واحد بلفظين)⁣(⁣٣).

  وكذلك قالوا إن البخاري مات قبل أن يتم تبييض كتابه.

  ذكر ابن حجر في مقدمة الفتح: (أن أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي قال: (انتسخت كتاب البخاري من أصله الذي كان عند صاحبه محمد بن يوسف الفربري - الوحيد الذي نُقل عنه صحيح البخاري)⁣(⁣٤)،


(١) تاريخ بغداد: ٣٠/ ٢.

(٢) مقدمة فتح الباري: ٤/ ١.

(٣) فتح الباري: ١٨٦/ ١.

(٤) والعيب من أهل السنة أنهم ينقمون على أبي خالد الواسطي، لزعمهم أنه انفرد برواية المجموع، مع أننا لو سلمنا بذلك لكان لأبي خالد عذره، لأنه قتل أصحابه الذين سمعوا معه من الإمام زيد يوم قُتل، وكان أبو خالد أشدهم ملازمة له، فما حدث بحديث إلا بعد سماعه مرة ومرتين وثلاث، مع أن دعوى الأنفراد غير مسلمة، لأنه رواه أيضاً ابنه يحيى بن زيد، انظر الفلك الدوار: ٧٣.