الفصل الثاني أهم المصنفات في الحديث النبوي الشريف وأنواعها
  يروي عمن حاله ماذكر، ويترك أئمة مشاهير، مصنفين، لأنهم قالوا: بخلق القرآن، أو وقفوا، أو نحو ذلك، والعجب هنا من مجاملة الذهبي بقوله: ولاهم مجاهيل، فمن لم يعلم عدالته لم تشمله أدلة قبول خبر الآحاد الخاصة بالعدول)(١).
  كما إن مسلماً جرح بعض رجال البخاري، وتجنب الرواية عنهم، وكذلك البخاري جرح بعض رجال مسلم وتجنب الرواية عنهم.
  وقد نقل الشيخ محمد زاهد الكوثري عن ابن الهمام قوله: (وقد أخرج مسلم عن كثير ممن لم يسلم غوائل الجرح، وكذا في البخاري جماعة تكلم فيهم قدار الأمر في الرواية، على اجتهاد العلماء فيهم، وكذا في الشروط حتى أن من اعتبر شرطاً وألغاه آخر، يكون ما رواه الآخر مما ليس فيه هذا الشرط عنده متكافئاً، لمعارضة المشتمل على ذلك الشرط، وكذا فيمن ضعف راوياً، ووثقه آخر)(٢).
  هذا بعض الأنتقاد عليهما من جهة مايتعلق بالرجال، وأما الإنتقاد عليهما من جهة مايتعلق بالمتون فكم منها ما هو مخالف لصرائح القرآن كأحاديث التشبيه والتجسيم والجبر وما يتعلق بأبواب العقيدة، ومنها ما هو يتنافى مع الحضرة المحمدية على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، حيث نسبوا إليه أشياء تحط من مكانته، ولم يتصد المتحدثون لذلك، لتساهلم في الشرطين الأخيرين من شروط الحديث الصحيح، ولأن أغلب ذلك من متعلقات علماء
(١) العلم الشامخ: ٣٠٩ - ٣١٠.
(٢) شرح شروط الأئمة الخمسة: ٥٨، انظر أضواء على السنة: ٣١١.