علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

المقياس الصحيح لمعرفة الصحيح:

صفحة 302 - الجزء 1

  معها هي قنطرة الوصول إلى توحيد الصفوف، وانكماش الخلافات، ومعرفة الموضوعات، لم أبعد عن الصواب، وذلك لاقترانهم بالكتاب، والشهادة بصحتها من قبل المحققين والكتاب.

  ومن العجيب أن تحاكم الأحاديث عند البعض إلى القواعد المتناقضة، وإلى مقتضيات العصر، ولا تحاكم إلى كتاب الله، وأصول أهل البيت $.

  بالرغم أن الواقع يكشف فساد بعض مقتضيات العصر الإفتراضية باعتراف المنظرين أنفسهم، ويكشف فساد القواعد المتناقضة التي يجعلونها مقياساً لصحة الأحاديث النبوية. وعلى الباحث المتجرد أن يفتش عن الحديث الصحيح الذي تطمئن إليه النفس المطمئنة⁣(⁣١)، وفق المقاييس العلمية الصحيحة، وعليه أن يتجنب نظرة التقديس التي تجعله يقبل الغث والسمين، وتوقعه في الاضطراب والتخمين، وكذلك عليه أن يتجنب النظرة التشكيكية التي لا تقل خطورة عن النظرة التقديسية وهي:

  أن يتشكك في أغلب الروايات، فالتشكيك في الأحاديث الثابتة صحتها، وفق المعايير الصحيحة، كقبول الأحاديث الموضوعة الثابت وضعها.


(١) احتراز من النفس الأمارة بالسوء، أو حتى اللوامة التي تارة لها وتارة عليها.