الفصل الثالث الحديث بين الرواية والدراية
الفصل الثالث الحديث بين الرواية والدراية
  بعد ان استعرضنا أهم المصطلحات في مصطلح الحديث، وأثبتنا في الفصل السابق أهم كتب الحديث المشهورة عند الطوائف الثلاث المعروفة، فمن المناسب أن نشير في هذا الفصل اللاحق إلى كلمة حول علم الحديث رواية ودراية.
  فالحديث رواية بمعنى: نقل الحديث بأنواعه الثلاثة: القولي، والفعلي، والتقريري بغض النظر عن قبوله من رده.
  والحديث دراية يعني: مجموعة من المباحث يعرف بها حال الراوي والمروي، من حيث القبول والرد، وهي التي ناقشناها في الصفحات السابقة.
  والذي نود التأكيد عليه هو ضرورة الوصل بين الحديث رواية ودراية، بمعنى أن لانقبل الحديث رواية إلا بعد عرضه على قواعد الحديث دراية، ومن ثم يكون العمل به.
  قال أمير المؤمنين # في أهل البيت: (عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية، لا عَقْلَ سماع ورواية، فإن رواة العلم كثير، ورعاته قليل)(١).
  وعند التأمل لشروط الحديث الصحيح عند المحدثين نجدها خمسة، ثلاثة منها تختص بالسند (رجال الحديث) واثنان تختص بالمتن (نص الحديث).
  فأما شروط السند فهي:
  ١ - أن يكون راوي الحديث عدلاً.
(١) نهج البلاغة: ٣٥٨.