الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات
  كنهارها.
  أما القسم الأول فواضح لا يحتاج لبيان أكثر مما بينّاه، وأما القسم الثاني فهو الذي نريد أن نتكلّم عنه ونوسع فيه الكلام، وهو القسم الذي نقصده من بحثنا هذا، ونريد أن نثبت بالحجة والبيان أنه لا يجوز التعويل عليه ولا الإلتفات إليه، وهو الذي نعني عندما نقول: (هذا من الإسرائليات) أي من (الفكر اليهودي). وللعلم؛ ينبغي أن يعرف طالب الحق أنّ الإسرائليات هذه التي هي عبارة عن الفكر اليهودي تتكوّن من خمسة أمور:
  ١ - التوراة المحرفة وهي المتضمنة للأسفار المعروفة بالعهد القديم، والمسماة عند بعضهم بكتب الشريعة الخمسة.
  ٢ - كتب الأحبار، واعتبرها هؤلاء من الكتب المنزلة وهي من زمن سيدنا موسى # إلى زمن سيدنا داود #، وهي عشرة أسفار؛ وتسمى أسفار الملوك.
  ٣ - كتب الحكمة، وهي التي يدّعون أنها أُنزلت على سيدنا داود وسيدنا سليمان @، ويسموها المزامير.
  ٤ - كتب الأنبياء الصغار مثل: أشعيا، وحزاقيل، واستير ...
  ٥ - العهد الجديد، ويتكون من: البشارات الأربعة، وأعمال الرسل، والرسائل لمثل بولس وبطرس، ورؤيا يوحنَّا اللاهوتي، وبعضهم يقول هي الأناجيل الأربعة وهي إنجيل متى، ولوقا، وبطرس، وبول.
  قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (٤٩٤/ ٣): «.. فمن الذي يستحلُ أن يورد اليوم من التوراة شيئاً على وجه الإحتجاج معتقداً أنها التوراة المُنزلة؟ كلا والله».