علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

صفحة 340 - الجزء 1

  أنفسهم فتكذبوا بحق أو تصدّقوا بباطل. وأخرجه سفيان الثوري من هذا الوجه بلفظ: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل» وسنده حسن.) انتهى كلام الحافظ.

  وفي مصنّف عبدالرزاق (١٠٩/ ٦ - ١١٤) باب (مسألة أهل الكتاب) فيه آثار وأحاديث عديدة فيها النهي عن النقل عن أهل الكتاب. وانظر كذا «شرح السنة» (٢٦٨/ ١) باب (حديث أهل الكتاب).

  وأما الصحابة ونفس رواة تلك الإسرائيليات ففي البخاري (١٩١/ ٥): عن سيدنا ابن عباس ® أنه قال:

  «يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه ÷ أحدث الأخبار بالله، تقرأونه لم يُشَب؟! وقد حدَّثكم الله أنَّ أهل الكتاب بدَّلوا ما كتب الله وغيَّروا بأيديهم الكتاب فقالوا: {هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}⁣[البقرة: ٧٩]، أفلا ينهاكم بما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟ ولا والله ما رأينا فيهم رجلاً قط يسألكم عن الذي أُنزل عليكم»⁣(⁣١).

  وفي البخاري أيضاً ... عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ... الحديث.

  قلت: أهم ما نستفيد منه من كلام سيدنا ابن عباس ® وأبو هريرة أيضاً هذا هو أنَّ المسلمين كانوا يسألون أهل الكتاب سواء الذين


(١) كأنَّ ابن عبلي لا يرى لأحد من عامة المسلمين أن يخوض فيها ويقتصر جواز النظر على من يمكنه تفنيدها وإدراك ما فيها من الأفكار الباطلة!.