علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

صفحة 341 - الجزء 1

  أسلموا أم غيرهم، كعبدالله ابن سلام، وكعب الأحبار، وينقلون من كتبهم، فأخذ المسلمون أموراً وأشياء عنهم، ولمَّا كانت الأمور شفاهاً ولم تدوَّن بعد اختلط بعض ذلك في الأحاديث، بل جُعِلتْ بعض القصص الإسرائيلية أحاديث كاملة، وأغلبها الأحاديث الطوال، وطريقة معرفتها في الأغلب والاكثر ليس من ناحية الإسناد، وإنما من ناحية عرض أفكارها التي في تلك المتون على القواعد الشرعية الثابتة في القرآن الكريم.

  ومع هذا التحذير من ابن عباس للمسلمين نجده هو نفسه وأبو هريرة وغيرهما وبعض التابعين كعطاء بن رباح يروون عن كعب الأحبار! ولم يكن كعب صحابياً يروي لهم ما فاتهم عن النبي ÷، وكان لهم في غيره من الصحابة غناء!.

  ثمَّ إنَّ المتتبع لبعض القضايا التوحيدية في الأحاديث، مثل قضية إثبات العلو والفوقية والعرش، يجد فيها أشياء كثيرة مأخوذة عن أهل الكتاب وخاصة اليهود⁣(⁣١)، ومثل قضية الرؤية، ومجيء الله تعالى يوم القيامة وإتيانه بمقتضى الخيال اليهودي التجسيمي، وكذا فكرة الصراط بالمعنى الذي أنكرناه وفندنا فكرته في «صحيح شرح الطحاوية» مأخوذ من كعب الأحبار وعبدالله بن سلام بلا شك ولا ري، والحديث الطويل الذي فيه ذكر الرؤية والإتيان والصراط الذي هو الجسر الَذي على متن جهنم، ونشكُّل الله بصورة وكشفه لهم عن ساقه، كل هذه الأفكار جاءت في حديث واحد وهو الحديث الطويل الذي يرويه أبو هريرة وأبو سعيد في الصحيحين وابن مسعود


(١) وما علقناه على كتاب العلو يثبت هذا!.