الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات
  عبدالله بن سلام الإسرائيلي، وكان من عظماء أحبار اليهود، فأسلم عند قدوم النبي ÷ إلى المدينة، فقد نقل القرطبي في التذكرة ص (٤٠٧) والمحدّث السيد الزبيدي عنه في «شرح الأحياء» (٤٨٤/ ١٠) أنه قال: «إذا كان يوم القيامة جمع الله الأنبياء نبياً نبياً، وأمةً أمةً، ويضرب الجسر على جهنم وينادي أين أحمد وأمته؟ فيقوم رسول الله ÷ وتتبعه أمته برها وفاجرها، حتى إذا كان على الصراط طمس الله أبصار أعدائه، فيتهافتون في النار يميناً وشمالاً، ويمضي النبي ÷ والصالحون بعد، فتتلقاهم الملائكة، فيدلونهم على الطريق على يمينك على شمالك، حتى ينتهي إلى ربه، فيوضع له كرسي عن يمين العرش». وهذا رواه الحاكم (٥٦٨/ ٤) وهو صحيح عنه، واعترف بذلك الذهبي في تلخيص المستدرك والألباني في التعليق على سنة ابن أبي عاصم في تخريج الحديث رقم (٧٨٦).
  وفي «شرح الأحياء» للحافظ الزبيدي (٤٧٢/ ١٠): «ويروي عن عبدالله بن سلام ... أنه قال: إنَّ ميزان رب العالمين ينصب بين الجن والإنس يستقبل به العرش إحدى كفتي الميزان على الجنة والأخرى على جهنم، ولو وضعت السموات والأرض في إحداهما لوسعتهنَّ، وجبريل # آخذ بعموده ينظر إلى لسانه» (!).
  فإذن لا غرابة من نسبة بعض الأحاديث للإسرائيليات أو وضع اليهود!، فهذا مما سيوافقنا عليه الجميع من العقلاء المدركين، كما سيوافقنا على ذلك الألباني المتناقض قسراً!، فإنه في تخريج سنة ابن أبي عاصم ص ٢٤٩ حديث (٥٦٨) كما تقدَّم «إسناده ضعيف والمتن منكر كأنه من وضع اليهود)!.