الفصل الثالث خبر الآحاد من حيث القوة والضعف
  وقال الإمام المرتضى محمد بن يحيى بن الحسين(١) سلام الله عليهم في بعض أجوبته: (وقلت: لأي معنى لم ندخل الأحاديث في أقوالنا، ولسنا نُدخل من الحديث ما كان باطلاً عندنا، وإنما كثير من الأحاديث مخالفّ لكتاب الله سبحانه وتعالى، ومضآد له؛ فلم نلتفت إليها، ولم نحتج بما كان كذلك منها، وكل ما وافق الكتاب، وشهد له بالصواب - صح عندنا، وأخذنا به، وما كان ايضاً من الحديث مما رواه أسلافنا أباً فأبا عن علي #، عن النبي ÷؛ فنحن نحتج به، وما كان مما رواه الثقات من أصحاب رسول الله ÷ قبلناه وأخذناه وأنفذناه، وما كان خلاف ذلك لم نره صواباً، ولم نقل به. وأما ما سألت من تفسيرنا الكتاب بما نفسره بتوفيق الله وعونه؛ فمن خصه الله به، وأعانه على معرفته فسره واستنبطه، واستشهد بعضه على بعض واستخرج غامضه بما فضله الله به من معرفته، وما كان يخرج من اللغة بينّه وفسره وشرحه، لأن الله سبحانه يقول: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}[الزمر: ٢٨] ولم يخاطب الله العرب إلا بما تعرف من لغتها.
  ومنه ما نفسره بالرواية عن السلف بالإسناد إلى النبي ÷ تلقيناً وتعريفا، مع توفيق الله وتسديده لمن قصده من أهل طاعته،
(١) الإمام المرتضى لدين الله محمد بن يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $، أبو القاسم، جبريل أهل الأرض، أحد أئمة الزيدية وعظمائها الأفذاذ، ولد سنة (٢٧٨) هـ. دعا بعد وفاة أبيه، ثم تخلى عن الإمامة. وله مؤلفات في مختلف الفنون ومنها كتاب (الأصول) في العدل والتوحيد، وكتاب (الإيضاح) في الفقه، وكتاب (الرد على الروافض)، وكتاب (الرد على القرامطة)، وكتاب (الشرح والبيان) ثلاثة أجزاء، وكتاب (تفسير القرآن) تسعة أجزاء، وغيرها كثير، توفي سلام الله عليه سنة (٣١٠) هـ وقبره بمشهد أبيه مشهور مزور.