علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثالث خبر الآحاد من حيث القوة والضعف

صفحة 60 - الجزء 1

  معرضاً عن ما رأى أنه لا يشكل أو أنه غفل عن البعض وذهل والله أعلم هذا تأصيل ذلك وتوضيحه)⁣(⁣١).

  زيادة توضيح لقسمي الحديث الحسن:

  الحديث الحسن نوعان: حسن لذاته، وحسن لغيره.

  القسم الأول: الحسن لذاته: وهو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة. الفرق بينه وبين الحديث الصحيح تمام الضبط فقط.

  واشترط السيد العلامة صارم الدين الوزير أن يكون له من جنسه تابع أو شاهد، فإذا كان على هذه الصفة فقد يترقى الحديث الحسن لذاته إلى الصحيح لغيره. وذلك لوروده من طريق آخر مثله أو أقوى منه وزوال ما كان يخشى عليه من جهة سوء الحفظ، وسمي صحيحاً لغيره، لأن الصحة لم تأت من ذات السند وإنما جاءت من انضمام غيره له. ومرتبته أعلى من مرتبة الحسن لذاته، ودون الصحيح لذاته.

  مثاله: ومثال ذلك حديث (محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة).

  قال ابن الصلاح: (محمد بن عمرو بن علقمة من المشهورين بالصدق والصيانة، لكنه لم يكن من أهل الإتقان حتى ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه، ووثقه بعضهم لصدقه وجلالته فحديثه من هذه الجهة حسن، فلما انضم إلى ذلك كونه رُوي من أوجه أُخَر زال بذلك ما كنا نخشاه عليه من


(١) مقدمة ابن الصلاح: ١٦.