علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

كلام ذو وجهين:

صفحة 8 - الجزء 1

كلام ذو وجهين:

  وقد كان يكون من رسول الله ÷ الكلام له وجهان: فكلام خاص، وكلام عام، فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله سبحانه به، ولا ما عنى رسول الله ÷، فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه وما قصد به وما خرج من أجله، وليس كل أصحاب رسول الله ÷ من كان يسأله ويستفهمه حتى إن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي والطارئ فيساله # حتى يسمعوا، وكان لا يمر بي من ذلك شئ إلا سألته عنه وحفظته فهذه وجوه ما عليه الناس في إختلافهم وعللهم في رواياتهم)⁣(⁣١).

درجات الصحابة:

  ومن هنا ندرك أن الصحابة⁣(⁣٢) لم يكونوا طرازاً واحداً في الفقه والعلم ولانمطاً متساوياً في الإدراك والفهم، ولا نموذجاً واحداً في العدالة والاستقامة، وإنما كانوا في ذلك طبقات متفاوتة ودرجات مختلفة.

  ومن المعروف أن الإمام علي # كان أعلمهم بالكتاب والسنة على الإطلاق قال رسول الله ÷: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)⁣(⁣٣)، وقال (علي مع الحق والحق مع علي)⁣(⁣١)، وغيرها كثير


(١) نهج البلاغه (٣٢٥ - ٣٢٨) بتحقيق صبحي الصالح.

(٢) سيأتي الكلام عن الصحبة والصحابة في مبحث خاص.

(٣) حديث المدينة من الأحاديث الصحيحة المشهورة رواه أئمتنا وجمع من المحدثين، رواه الإمام الهادي # في كتاب العدل والتوحيد ٦٩ (رسائل العدل والتوحيد)، ورواه الشريف الرضي في مجازات السنة ٢٠٣ - ٢٠٤، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ١٢٦ - ١٢٧)