كلام ذو وجهين:
كلام ذو وجهين:
  وقد كان يكون من رسول الله ÷ الكلام له وجهان: فكلام خاص، وكلام عام، فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله سبحانه به، ولا ما عنى رسول الله ÷، فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه وما قصد به وما خرج من أجله، وليس كل أصحاب رسول الله ÷ من كان يسأله ويستفهمه حتى إن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي والطارئ فيساله # حتى يسمعوا، وكان لا يمر بي من ذلك شئ إلا سألته عنه وحفظته فهذه وجوه ما عليه الناس في إختلافهم وعللهم في رواياتهم)(١).
درجات الصحابة:
  ومن هنا ندرك أن الصحابة(٢) لم يكونوا طرازاً واحداً في الفقه والعلم ولانمطاً متساوياً في الإدراك والفهم، ولا نموذجاً واحداً في العدالة والاستقامة، وإنما كانوا في ذلك طبقات متفاوتة ودرجات مختلفة.
  ومن المعروف أن الإمام علي # كان أعلمهم بالكتاب والسنة على الإطلاق قال رسول الله ÷: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)(٣)، وقال (علي مع الحق والحق مع علي)(١)، وغيرها كثير
(١) نهج البلاغه (٣٢٥ - ٣٢٨) بتحقيق صبحي الصالح.
(٢) سيأتي الكلام عن الصحبة والصحابة في مبحث خاص.
(٣) حديث المدينة من الأحاديث الصحيحة المشهورة رواه أئمتنا وجمع من المحدثين، رواه الإمام الهادي # في كتاب العدل والتوحيد ٦٩ (رسائل العدل والتوحيد)، ورواه الشريف الرضي في مجازات السنة ٢٠٣ - ٢٠٤، وأخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ١٢٦ - ١٢٧)