علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

كلام ذو وجهين:

صفحة 9 - الجزء 1

  من الأحاديث الصحيحة.

  وقد تأصلت قاعدة فحص الأحاديث في عصر الصحابة، مثلها مجموعة منهم، وكان الإمام علي # على رأسهم، بل وأشدهم حفظا لها وتحرياً في نقلها وروايتها.

  روى أحمد بن حنبل في مسنده عن أسماء بن الحكم الفزاري قال: (سمعت علياً قال: كنتُ إذا سمعت من رسول الله ÷ حديثاً نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه، وإذا حدثني غيري عنه استحلفته، فإذا حلف لي صدقته)⁣(⁣٢)، واستحلافه # لمن حدثه لم يكن لتهمة، وإنما للإحتياط، إذ لو كانت لما قبله أصلا.

  كما ردت السيدة عائشة بعضاً من الأحاديث التي أدركت مخالفتها للقرآن أو عدم قدرة راويها على روايتها بإتقان، ومن الأمثلة على ذلك ردها لحديث (إن محمدا رأى ربه)⁣(⁣٣)!.


من طرق وصححه، والطبراني في الكبير (١١/ ٦٥ - ٦٦ رقم ١١٠٦١) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٩٩/ ٦، وقال: سألت أبي عنه فقال: ما أراه إلا صدقا، وقد ألف السيد العلامة الحافظ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري كتاباً حول هذا الحديث استكمل فيه طرقه وبين صحته، سماه (فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي).

(١) رواه الإمام أبي طالب في الأمالي: ٣٩، عن أم سلمة، وكذلك الهينمي في مجمع الزوائد (١٣٤/ ٩)، وأخرجه الحاكم في المستدرك (١٢٤/ ٣) عن علي # وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٥٣/ ٢ عن أبي سعيد، وله مصادر كثيرة، وشواهد ومتابعات كلها تؤكد اقتران الحق بأمير المؤمنين علي # ودوراته معه ومسايرته له.

(٢) المسند ١٠/ ١.

(٣) انظر صحيح مسلم: ١٥٨/ ١، وبالنسبة لمسألة الرؤية سواء في الدنيا أو الأخرة فقد استوفيت الكلام عنها في كتابنا رؤية الله تعالى بين العقل والنقل.