علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

تفصيل في الترجيح بين المسند والمرسل:

صفحة 80 - الجزء 1

تفصيل في الترجيح بين المسند والمرسل:

  قال السيد، العلامة، المجتهد، مجد الدين المؤيدي: (والترجيح بين المسند والمرسل اللذين هما على الصفة المعتبرة مختلف فيه، والمختار عندي أنه موضع اجتهاد، وأنه يختلف باختلاف أحوال الراوي، والمروي له فإن الراوي قد يكون من أئمة الدين المحتاطين المطلعين على أحوال الراوين والمروي له على خلاف ذلك، بحيث لو سمي له الرواة لم يعرف أحوالهم، أو يعرف معرفة غير راسخة، فلا شك أن الإرسال في هذه الصورة ممن لا يرسل إلا عن عدل أرجح، وفيه كفاية المؤنة بتحمل العهدة عن البحث، ونظر هذا الإمام على كل حال أقوى، وقد يكون الحال على العكس فلا ريب مع ذلك،. أن الإسناد أولى، وأحرى لتلك المرجحات الأولى، وعلى هذا الترجيح فيما بينهما من الدرجات، ومع استواء الحالين فالإسناد أصح، وأوضح، إذ يجوز أن يكون المرسل لم يطلع على موجب لجرح في الرواة، أو أحدهم، أو نحو ذلك، وبالإطلاع على الرجال يرتفع هذا الاحتمال، وكذا من صح عنه أنه لا يروي إلا عن عدل سواء أسند أو أرسل لتحمله العهدة على الإطلاق، وزيادة الإستفادة من إسناده لمعرفة ثقات الرجال عنده، والوقوف على الأحوال، وبيان تعدد الطرق عند إختلاف الإسناد، وللترجيح بين الرواة مع التعارض، ولصحته بالإجماع، ونحو ذلك مما لا يخفى من مرجحات الإسناد على الإرسال، ولم يعدل أئمة الهدي À عنه في بعض الأحوال إلا لمقاصد راجحة، ومقتضيات واضحة، لا تخفى على ذوي الأنظار الصالحة، منها قطع تشكيك المتمردين على السامعين لتناول المخالفين بالطعن، والجرح لثقات المرضيين، وصيانة الأعلام، من السن الجفاة الطغام