تفصيل في الترجيح بين المسند والمرسل:
  ، ومنها محبة التخفيف مع كثرة الاشتغال بأحوال المسلمين، وجهاد المضلين، والقيام بمعالم الدين، وإحياء فرائض رب العالمين، ومنها الاحالة بالمراسيل في مقام على ما علم لهم من الأسانيد الصحيحة في غير ذلك المقام، وغير ذلك مما لا يذهب عن أفهام المطلعين الأعلام، فهذا الذي ترجح لدي في هذا الباب، والله الموفق إلى الصواب، وما أحسن كلام نجم الأعلام الحسين بن الإمام(١) @ حيث حيث قال: فمرسلات الأئمة المعروفين بالأمانة، والحفظ كالهادي # ومن في طبقته من أئمة أهل البيت $، وغيرهم مقبولة، وذلك لأن من ظاهر أحواله الثقة، والدين، والأمانة يبعد أن يروي الأخبار الواردة في العبادات، والأحكام الشرعية عمن لا يثق به من دون أن ينبه على ذلك، ويدل عليه لأن الغرض من روايتها الرجوع إليها، والعمل بموجبها، وأما المرسلات التي تجدها في كتب المتأخرين من أصحابنا، وغيرهم، فأنا إذا فتشنا عن أسانيدها، وجدنا المجروح فيها كثيراً إلا أن يقال:
(١) السيد العلامة الحافظ المحقق الحسين بن الإمام القاسم بن محمد، ولد سنة (٩٩٩) هـ أحد علماء الزيدية الأجلاء، وأحد أعيان العترة النبوية، أخذ عن والده، وعن أخيه الإمام المؤيد بالله، وعن السيد المجتهد أمير الدين بن عبدالله بن نهشل، وعن السيد العلامة أحمد بن محمد الشرفي، وعن السيد العلامة محمد بن الحسن الأخفش، وأخذ عن غيرهم. فيرع في كل العلوم، وحقق منطوقها والمفهوم، حتى أنه لما توجه إلى شهارة والتقى بعالمها الكبير لطف الله بن محمد الغياث، وأخذ عنه تعجب كثيراً من ذكائه وإلمامه بجميع فنون العلم، فقال: لقد استفدنا منه أكثر مما أفدناه، وحل لنا جملة من المشكلات. له مؤلفات كثيرة من أهمها: (الغاية وشرحها)، في أصول الفقه وهو وحيد في بابه، وله (حاشية على اليزدي في المنطق)، (ورسالة في عدم إشتراط الإمام في الجمعة)، وله كتاب (آداب العلماء والمتعلمين)، وله حواشي على اساس والده وعلى شرحه للشرفي، وله آثار عظيمة، ومواقف تاريخية بارزة يعجز القلم عن وصفها، وتوفي # سنة (١٠٥٠) هـ، | رحمة الأبرار.