درجات الصحابة:
  روى البخاري بسنده عن مسروق: قال قلت لعائشة ^: (يا أمَّتاه هل رأي محمد ربه؟ فقالت: (لقد قفَّ شعري مما قلت. أين أنت من ثلاث من حدَّثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام: ١٠٣] {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}[الشورى: ٥١]، كما ردت حديثة من رواية عمر بن الخطاب وابنه عبدالله، وهو حديث: (إن الميت ليعذب ببكاء أهله)(٢).
  وقالت يغفر الله لأبي عبدالرحمن أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي أو أخطأ، إنما مر رسول الله ÷ على يهودية يُبكى عليها فقال: (إنهم ليبكون عليها، وإنها لتعذب في قبرها)(٣)، قال الحافظ النوري: (وهذه الروايات من رواية عمر بن الخطاب وابنه عبدالله ®، وأنكرت عائشة، ونسبتهما إلى النسيان والاشتباه، عليهما، وأنكرت أن يكون النبي ÷ قال ذلك، واحتجت بقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام: ١٦٤]، قالت: وإنما قال النبي ÷ في يهودية أنها تعذب، وهم يبكون عليها يعني تعذب
(١) وبقية كلام عائشة هر: (ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا}[لقمان: ٣٤]، ومن حدثك أنه كتم فقد كذب، ثم قرأت: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}[المائدة: ٦٧]، والحديث أخرجه البخاري: ٢٣٨/ ٤، فتح: ٦٠٦/ ٨، ومسلم: ١١٠/ ١، وغيرهما.
(٢) رواه البخاري: ١٥١/ ٣ - ١٥٢، ومسلم: ٦٣٨/ ٢.
(٣) شرح صحيح مسلم: ٢٢٨/ ٥.