علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

السقط الخفي:

صفحة 83 - الجزء 1

  قال الحاكم: هذا معضل، عن مالك أعضله في الموطأ، وهو في غير الموطأ هكذا: (عن مالك، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة)⁣(⁣١).

  ونجد أن بين المعضل والمعلق عموماً وخصوصاً، فإذا حذف من مبدأ اسناده راويان متواليان فهو معضل، ومعلق في آن واحد، وإذا حذف من وسط الإسناد راويان متواليان فهو معضل فقط، وإذا حذف من مبدأ الإسناد راوٍ فقط فهو معلق وليس بمعضل.

  ملاحظة هامة: واعلم بأن سقوط الإسناد من أي موضع سواء في أوله أو آخره أو وسطه يسمى عند أئمتنا، والحنفية، والمالكية، إرسال.

  قال السيد العلامة صارم الدين: (أئمتنا والحنفية والمالكية: بل يقبل مطلقاً، إذا هو إرسال سواء سقط الإسناد، أو بعض منه في أي موضع، وأدلة قبول الآحاد تشمله، ويحمل راويه على السلامة، المنصور⁣(⁣٢): ولمشاركته للمسند في علة القبول وهي العدالة والضبط).

السقط الخفي:

  بعد أن عرفنا أنواع السقط الظاهر نأتي إلى معرفة نوعي السقط الخفي وهما:

  ١ - الُمدَلّس.

  ٢ - المرسل الحلفي.

أولا التدليس:

  تعريفه: هو في اللغة كِتْمان عيب السلعة عن المشتري، وأصل التدليس مشتق من (الدّلَس) وهو الظلمة أو اختلاط الظلام كما في القاموس، فكأن المدلّس لتغطيته على الواقف على الحديث أَظْلم أمرَهُ فصار الحديثُ مدلّساً.

  وفي الاصطلاح: هو إخفاءُ عيب في الإسناد، وتحسين لظاهره.


(١) معرفة علوم الحديث للحاكم: ٤٦ عن تيسير مصطلح الحديث للطلحان: ٧٥.⁣(⁣٢) - أي الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #.