علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

درجات الصحابة:

صفحة 11 - الجزء 1

  بكفرها في حال بكاء أهلها لا بسبب البكاء).

  وأنكرت حديثا آخر رواه أبو هريرة، روى أبو داود الطيالسي في مسنده عن علقمة قال: (كنا عند عائشة فدخل عليها أبو هريرة، فقالت يا أبا هريرة أنت الذي تحدث أن امرأة عُذّبَتْ في هرة لها ربطتها لم تطعمها ولم تسقها؟ فقال أبو هريرة سمعته من النبي ÷، فقالت عائشة: أتدري ما كانت المرأة؟! قال: لا، قالت: إن المرأة مع مافعلت كانت كافرة، إن المؤمن أكرم على الله من أن يُعذّبَهُ في هرة، فإذا حدثت عن رسول الله ÷ فانظر كيف تُحدِّث)⁣(⁣٢).

  كذلك لم يقبل عمر بن الخطاب حديثا سمعه من أبي موسى الأشعري إلا بعد أن أتى عليه بينة تؤكد صحته، قال الذهبي في ترجمة عمر بن الخطاب: (وربما كان يتوقف في خبر الواحد إذا ارتاب، فروى الجريري عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أن أبا موسى سلم على عمر من وراء الباب ثلاث مرات فلم يؤذن له، فرجع فأرسل عمر في أثره فقال: لِمَ رجهت؟! قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: (إذا سلم أحدكم ثلاثاً فلم يُجَبْ فليرجع)⁣(⁣٣).

  قال لتأتيني على ذلك ببينة أو لأفعلن بك، فجاءنا أبو موسى منتفعاً لونه ونحن جلوس، فقلنا: ما شأنك؟ فأخبرنا وقال: فهل سمع أحد منكم؟ فقلنا: نعم كلنا سمعه، فارسلوا معه رجلاً منهم حتى أتى عمر، فأخبره)⁣(⁣٤)،


(١) شرح صحيح مسلم: ٢٢٨/ ٥

(٢) رواه أبو داود الطيالسي في مسنده: ١٩٩.

(٣) البخاري فتح: ٢٧/ ١١، والمسند: ١٠/ ١.

(٤) تذكرة الحفاظ: ٦/ ١.