علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثالث المردود بسبب طعن في الراوي

صفحة 97 - الجزء 1

  حتي أن الرجل من شيعة علي # ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سره ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان المغلظة ليتمكنّ عليه، فظهر حديث كثير موضوع، وبهتان منتشر، ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة، وكان أعظم الناس بلية في ذلك القراء المراؤون و المتصنعون الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويقربوا مجالسهم، ويصيبوا به الأموال والضِّياع والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب فنقلوها ورووها وهم يظنون أنها حق، ولو علموا أنها باطل لمارووها ولا تدينوا بها، فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي @، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبق أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه أو طريد في الأرض)⁣(⁣١).

  وفي تفريح الكروب: قال ابن عرفه المعروف بنفطويه. وهو من أكابر أهل الحديث وأعلامهم في تاريخه قال: إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقرباً إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم)⁣(⁣٢)

  وقال الإمام محمد الباقر كلاماً قويماً يوضح حالة أهل البيت $ بعد وفاة الرسول ÷.

  ويشير إلى ما وضعه الكذابون على الرسول ÷ قال: (يا فلان ما لقينا من ظلم قريش ايانا، وتظاهرهم علينا، وما لقي


(١) الرسالة المنقذة: ٥١ - ٥٥.

(٢) لوامع الأنوار: ٣٧٤/ ٢