الفصل الثالث المردود بسبب طعن في الراوي
  شيعتنا، ومحبونا من الناس.
  إن رسول الله ÷ قبض وقد أخبرنا أنا أولى الناس بالناس، فتمالأت علينا قريش حتى أخرجت الأمر من أيدينا واحتجت الأنصار بحقنا وحجتنا إلى قوله # ووجد الكاذبون الجاحدون لكذبهم، وجحودهم موضعاً فتقربوا إلى أوليائهم، وقضاة السوء في كل بلدة فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة إلى أن قال: وحتى صار الرجل الذي يذكر بالخير، ولعله يكون ورعاً صدوقاً يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة مسن تعظيم من قد سلف من الولاة، ولم يخلق الله شيئاً منها، ولا كانت ولا وقعت وهو يحسب أنها حق)(١).
  وقال ابن معين: (كتبنا عن الكاذبين وسَجَرنا به التنور، وأكلنا به خبراً سميداً)(٢)، وقد يوضع الوضاع حديثاً يوافق ما يفعله الولاة كما فعل غياث ابن ابراهيم النخعي حيث وضع للمهدي في حديث (لا سبق إلا في نصل، أو خف، أو حافر) فزاد فيه غياث (أو جناح) وكان المهدي إذ ذاك يلعب بالحمام، فتركها وقال أنا حملته على ذلك، قال السخاوي: فأمر له ببدرة، يعني عشرة آلاف، فلما قفى قال أشهد على قفاك أنه قفا كذاب)(٣).
  ٤ - التكسب وطلب الرزق:
  وهذا النوع يستخدمه بعض الوضاعين للتكسب وطلب الرزق فيوردون بعض القصص المسلية والعجيبة حتى يستمع إليهم الناس ويعطونهم.
(١) لوامع الأنوار: ٣٧١/ ٢.
(٢) الفلك الدوار: ٢١.
(٣) توضيح الأفكار: ٧٦/ ٢ وذكرها الذهبي في الميزان: ٣٣٨/ ٣.