علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

6 - الجهالة بالراوي:

صفحة 116 - الجزء 1

  الراوي في راويته مع القوة فالراجح هو المحفوظ والمرجوح هو الشاذ)⁣(⁣١).

  إذاً يمكن أن تعرّف المحفوظ: بأنه مارواه الأوثق مخالفاً لراوية الثقة أو هو: مارواه الأرجح مخالفاً الراجح ومن خلال الأمثلة التالية ندرك ذلك.

  أماكن وقوع الشذوذ: يقع الشذوذ في السند كما يقع في المتن.

  ١ - مثال الشذوذ في السند:

  ما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من طريق ابن عيينه عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس (أن رجلاً توفي على عهد رسول الله ÷ ولم يدع وارثاً إلا مولى له أعتقه) وتابع ابن عيينه على وصله ابن جريح وغيره، وخالفهم حماد بن زيد، فرواه عن عمرو بن دينار عن عوسجة ولم يذكر ابن عباس.

  ولذا قال أبو حاتم (المحفوظ حديث ابن عيينه) فحماد بن زيد من أهل العدالة والضبط ومع ذلك فقد رجح أبو حاتم رواية من هم أكثر عدداً منه⁣(⁣٢).

  ٢ - مثال الشذوذ في المتن:

  مارواه أبو داود والترمذي من حديث عبدالواحد ابن زياد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً: (إذا صلى أحدكم الفجر فليضطجع عن يمينه).

  قال البيهقي خالف عبدالواحد العدد الكبير في هذا فإن الناس رووه من فعل النبي ÷ لا من قوله، وانفرد عبدالواحد من بين ثقات


(١) الفلك الدوار: ١٩٩.

(١) تيسير مصطلح الحديث: ١١٨.