علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

شيء من معاناة الشيعة:

صفحة 175 - الجزء 1

  ويقول في موضع آخر: (علي مع الحق والحق مع علي)⁣(⁣١)، فالتشيع بهذا المفهوم، وبهذه الصفة يجب أن يكون صفة كل المسلمين قاطبة.

شيء من معاناة الشيعة:

  ولقد عملت الدولة الأموية، ومن بعدها العباسية على محاربة أهل البيت وشيعتهم، ومحاصرة فكرهم، وكتم فضائلهم، ولو أن الأخيرة تسترت بحبهم حتى توصلت إلى الحكم فكانت أشد من سابقتها. وأصبح التشيع مشروعاً للقتل والإبادة، والتشريد، وكانت عقوبة الولاء للخط العلوي الصحيح الذي تجسد فيه الحق هو الموت، وليس الموت فحسب، بل والتمثيل بطرق بشعة وقاسية جدا كالصلب، والحرق، وفصل الرأس عن الجسد. وأقامت الدولتان حظراً شاملاً لكل ماله علاقة بفكر أهل البيت $. حتى أن بمجرد التسمية باسم (علي) تعد جريمة لا تغتفر في نظر الأمويين يعاقب حاملها!

  مما دفع البعض أن يتبرأ من اسمه لكي لا تلحقه العقوبة! مثل علي بن رباح اللخمي فإنه لما بلغه أن بني أمية يؤذون من كان اسمه علياً تبرأ من اسمه وقال:

  (لا أجعل في حل من سماني علياً فإن اسمي عُلَيَّ بالضم)⁣(⁣٢).

  وقال المقري: (كان بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه فبلغ ذلك رباحاً فغير اسم ابنه)⁣(⁣٣).

  وكان الحسن البصري | إذا حدث عن علي # يقول:


(١) تقدم تخرجه في الباب الأول.

(٢) تقريب التهذيب: ٢٨٠/ ٧.

(٣) سير أعلام النبلاء: ١٠٢/ ٥.