علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

صفحة 308 - الجزء 1

الفصل الرابع بطلان الإحتجاج بالإسرائيليات

  كنت عازماً على عقد فصل مستقل عن الإسرائيليات، وخطرها على الحديث النبوي الشريف، ولما اطلعت على مقدمة كتاب العلو للسيد الفاضل العلامة/ حسن السقاف، وجدت أنه قد ناقش أهم الجوانب في ذلك، فاكتفيت بما ذكره، والحكمة ضالة المؤمن، قال جزاه الله خيراً: «الأخبار أو الحكايات الواردة لنا في التحدّث عن بني إسرائيل واليهود والأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى لهم والكتب والنصوص المنزلة عليهم أو الأقوال المنقولة لنا في ذلك تنقسم إلى قسمين:

  (الأول): ما جاء في القرآن الكريم أو الأحاديث الصحيحة الثابتة (وهي غير المعارضة التي لا تخالف الواقع) وهذا يجب علينا أن نؤمن ونصدّق به، لأنه إخبار من الله تعالى ورسوله ÷، ومنه ما أخبر الله تعالى في القرآن عن اليهود وقصصهم وبني إسرائيل وما حدث لهم وما حرّمه عليهم، وما أمرهم به، فكل ذلك يجب علينا أن نصدق ونومن به.

  (الثاني): ما جاء من غير الكتاب والسنة الصحيحة، كالأشياء التي نقلها عبدالله ابن سلام أو كعب الأحبار أو وهب بن منبّه أو نوف البكالي وأمثالهم أو عبدالله ابن عمرو بن العاص، وكان معتنياً بالكتب القديمة، فكل ذلك مرفوض عندنا وغير مقبول، والأخبار الجائية، أي التي أتت من هذه الطريق يجب ردّها والوقوف في وجهها، لأنها كذب بشهادة القرآن الكريم، ولأنها تُدخل الخلل والخرافة إلى التفكير الإسلامي الذي هو كالمحجة البيضاء ليلها