الجزء الثاني
  ما كنت بالنزق العجول إلى الأذى ... عند النزاع ولا الضعيف أخي الوهن
  تمسي ورأيك عن هواك معوق ... والغير ملق في يد الأهوا الوسن
  داء الرياسة في متابعة الهوى ... ودماؤها في الدفع بالفعل الحسن
  وإذا الفتى استقصى لنصرة نفسه ... قلب الصديق لحربه ظهر المجن
  لا تصغ إن شر دعا فالشر إن ... تنهض له ينهض وإن تسكن سكن
  وسديد رأي لا يحرّك فتنة ... سكنت وإن قامت تأنى واطمأن
  ردّ العدو إلى الصداقة حكمة ... وصفى من الأكدار عيش ذوي الفطن
  بالسيف والإحسان تقتنص العلا ... وحصولها بهما جميعا مرتهن
  لا خير في منن ولا سيف لها ... ماض ولا في السيف ليس له منن
  في السيف جور فاجتنب تحكيمه ... ما لم يضع أمر المهيمن أو يهن
  أما بحلي إن خوفك لم يدع ... أهلا بها للزائرين ولا سكن
  أجليتهم عنها وجسمك وادع ... في مكة لم يحوجوك إلى ظعن
  تركوك للأوطان غير مدافع ... وتعلقوا بذرى الشوامخ والقنن
  حفظوا نفوسا بالفرار أضلها ... سيف على الأرواح ليس بمؤتمن
  وبحفظها بالفر أكبر شاهد ... لك بالعلا فلم التأسف والحزن
  فاغمد حسامك رغبة لا رهبة ... ما في قتيل فر مرعوبا سمن
  وأكرم سيوفك عن دما طردانها ... فالحر يكرم سيفه أن يمتهن
  وقد اقتدرت وبإقتدار أولي النهي ... تنسل أحقاد الضغائن والإحن
  موسى هزبر لا يطاق نزاله ... في الحرب لكن أين موسى من حسن
  هذا له يمن وما سلمت له ... يمن وذا في الشام لم يدع اليمن
  وانظر إلى موسى وقد ولعت به ... لما سخطت عليه أحداث الزمن
  لو شئت وهو عليك سهل هين ... لجمعت بين الجفن منه والوسن
  بع منه مهجته وخذ ما عنده ... عوضا يكن منك المثمّن والثمن
  هذي مساومة الفحول ومن يبع ... ما بعت لم يعلق بصفقته غبن
  جئنا بحسن الظن نسألك الرضى ... والعفو عنه فلا تخيب فيك ظن
  والحر يكرم سائليه نواله ... فضلا إذا ابتدأوه بالظن الحسن
  ويهين سائله اللئيم بظنه ... في مثله خيرا وذلك لم يظن
  لا زلت في شرف ومجد بانيا ... شرفا ومجدا ثابتا لبني الحسن