الجزء الثاني
  عن جنايات بني أميّة فيكم فاللّه تعالى يقول ولا تزر وازرة وزر أخرى قال:
  فاستحسن المأمون كلامه وعفا عنهم جميعا وكانوا أكثر من مائة رجل ثم أضافهم إلى الحسن بن سهل.
  فلما بويع إبراهيم بن المهدي في سنة ٢٠٢ ورد كتاب عامل اليمن بخروج الأشاعرة بتهامة عن الطاعة فأثنى الحسن بن سهل على الزيادي، وكان اسمه محمد بن زياد وعلى المرواني والتغلبي عند المأمون وأنهم من أعيان الرجال فأشار إلى إرسالهم إلى اليمن فسيّر ابن زياد أميرا وابن هشام وزيرا والتغلبي قاضيا فمن ولد محمد بن هارون التغلبي هذا من قضاة زبيد بنو أبي عقامة ولم يزالوا يتوارثون ذلك حتى أزالهم ابن مهدي حين أزال دولة الحبشة وحج الزيادي سنة ٢٠٣ ومضى إلى اليمن وفتح تهامة واختط زبيد في سنة ٢٠٤. انتهى ما ذكره ياقوت في زبيد.
  وفي القاموس وشرحه: وممن ينسب إلى زبيد موسى بن عيسى شيخ الطبراني وقد وهم ابن ماكولا فسماه محمد بن أبي نقطة(١)، ومحمد بن يحيى بن مهران شيخ مسلم ذكر ابن طاهر انه من زبيد اليمن.
  ومحمد بن يحيى بن علي بن المسلم الزبيدي الزاهد نزيل بغداد وأولاده عمر وإسماعيل ومبارك حدّثوا.
  والحسن والحسين ابنا المبارك الزبيدي سمعا من أبي الوقت صحيح البخاري واتصل عنه بالعلو بالديار المصرية والشامية من طريق الحسين، وابن أخيهما عبد العزيز بن يحيى بن المبارك الزبيدي سمع منه منصور، وذكره في الذيل وأبوه يحيى سمع أبا الفتوح الطائي وأخواه أحمد ومحمد ابنا يحيى وإسماعيل بن محمد وإبراهيم بن أحمد بن محمد بن يحيى حدّثوا كلهم وأحمد وإسماعيل ابنا عبد الرحمن بن إسماعيل الزبيدي سمعا إسماعيل بن الحسن بن المبارك الزبيدي وذكره أبو العلاء الفرضي.
  وأبو بكر بن المضرب الزبيدي انتشر عنه مذهب الشافعي باليمن على رأس الأربعمائة والحسن بن محمد بن أبي عقامة الزبيدي قاضي اليمن زمن الصليحي وابن أخيه أبو الفتوح بن عبد اللّه بن أبي عقامة أوحد عصره
(١) في تاج العروس: وقد وهم فيه ابن ماكولا فسمّاه محمدا نبّه على ذلك ابن نقطة.