الجزء الثالث
  وبيت عبد الواسع هم في الأصل من بني العلفي أمويين منهم القاضي العلّامة يحيى بن محمد بن عبد الواسع |.
  ومن شعر القاضي العلّامة يحيى بن محمد بن عبد الواسع | ولقد أجاد فيها وأحسن غاية الإحسان:
  اللّه يخلق ما يشا ويختار ... والعبد ما له في الأمور خيره
  فارضى وسلم يا فتى للاقدار ... وراقب اللّه واصلح السريرة
  والرزق هو مقسوم بغير دوار ... فاترك هوى الدنيا فهي حقيره
  واصبر لدهرك يا فتى وإن جار ... فالصبر حيلة في الأمور كبيره
  والصبر ما به فيه عليك من عار ... تظفر وعينك بالمنى قريره
  من استجار باللّه كان له جار ... ما تنفع الأموال والعشيرة
  والظلم لا تغشاه والتكبار ... فالكبرياء للّه لا لغيره
  بالجمع يا مغرور من عليك شار ... والعاقبة فيها إلى الحفيره
  كم قد رأينا من عزيز قد جار ... أمسى ونفسه في الثرى أسيره
  سافر بفكرك يا فتى في الأسفار ... من مبدأ الانسان إلى مصيره
  تنظر عجايب ما تجد في الأسفار ... وتعتبر فيها بكل سيره
  فالخير أبقى للعباد الأبرار ... والشر أخبث ما وعى مثيره
  والكيميا أجراه كثر الأذكار ... لكن حضور القلب هو كسيره
  تبقى ملك من غير جيش جرار ... تزهو على كسرى على سريره
  وكظم غيظك فيه كنز الأسرار ... ومن عفا كان الآله نصيره
  فوض اليه يكفيك كيد الأشرار ... واستغفره يغفر لك الكبيرة
  فهو كريم عالم بالأسرار ... ولا يؤاخذ قط بالجريره
  واصنع جميل الدهر خل الأعذار ... فمن جنى باتت به الكسيره
  والآن يا سيدي فسيد الأشوار ... نرحل لنا من هذه الجزيرة
  فأرض مكة هي محط الأوزار ... تمحي كبير الذنب والصغيرة
  يا نفس جدي فالمشيب قد زار ... والموت قد وافى إليك نذيره
  وهذه الدنيا خيال غرار ... تثبط الانسان عن مسيره
  كم قد رأينا من ملوك وتجار ... تتابعوا في المدة القصيره