مجموع بلدان اليمن وقبائلها،

محمد بن أحمد الحجري (المتوفى: 1380 هـ)

الجزء الرابع

صفحة 790 - الجزء 4

  وقال الأعشى يذكر مواضع من اليمن:

  ألم ترني جوبت ما بين مأرب ... إلى عدن فالشام والشام عائد

  وذا فايش قد زرت في متمنع ... من النيق فيه للوعول موارد

  ببعدان وريمان أو أرض سلبة ... شفاء لمن يشكو السمايم بارد

  وبالقصر من إرياب لو بتّ ليلة ... لجاءك مثلوج من الماء جامد

  ونادمت فهدا بالمعافر حقبة ... وفهد سماح لم تشبه المواعد

  وقيسا بأعلى حضرموت انتجعته ... فنعم أبو الأضياف والليل راكد

  انتهى.

  وفي كتاب عروش الطواويس للضابط الأمريكي «إسكندر باولد» في اليمن وبلاد العرب ما لفظه: -

  والبلاد العربية هي البلاد الوحيدة التي استطاعت أن تقف في وجه المدنية الغربية بأنفة وثبات محتفظة بشعائرها وتقاليدها فلم يدنسها الزهري ولم تشلها الكحول، فالخير الذي بعثه الاسلام فيها لا يزال خيرا، والشر الذي تركه بعده لا يزال شرا، وهي لا تزال كما تركها الإسلام فإن الكثير من أنجادها الواسعة لا يزال بكرا عصيا منيعا في وجه الغريب، والأكاذيب والأضاليل والدعايات التي قيلت عن العرب ظلما وعدوانا لم تكتب عن أي شعب آخر فنحن في الغرب نطبع العربي بطابع هو منه بريء وكثيرا ما نتهم البدوي ببعض السيئات التي لا وجود لها في البلاد العربية بل حاكتها مخيلتنا البذيئة المنحطة، فالنفسية العربية البدوية هي أحق النفسيات بالدراسة ليس لظرافتها فقط بل للخيرات التي يتدفق منها، وللجرأة والإقدام والصبر التي هي من مزايا البدوي دون سواه، وجمعيتنا في الغرب تعتقد بأن البدوي يتسلح بالسيف ويحمل الحراب في الغزوات في حين أن الأمر على العكس تماما، فالبدوي مغرم بالسلاح الناري ويجيد استعماله لدرجة تدهشك وتجعلك تعتقد أنه خريج المدرسة الحربية في برلين، ولا مجال للدهش فيما أقول، أنا جندي وقد قاتلت أربع سنوات في أعظم حرب في التاريخ ولكنني شعرت رغم هذا في أثناء سياحتي في الصحراء أنني لا يزال ينقصني الكثير من الشجاعة والمرونة الحربية وأنني بحاجة إلى أحمد خادمي